Site icon IMLebanon

رسالة إلى الرئيس سعد الحريري *

 

 

دولة الرئيس،

 

من المُفترض ان تُجرى الاستشارات النيابيّة المُلزمة خلال ساعات معدودة، والواقع ان حظوظكم في الوصول الى السراي الحكوميّة أصبحت ضعيفة للأسباب التي أوردتموها في مواقف صرّحتم بها في الاعلام، والخافي منها أعظم.

 

ومن جهّة ثانية، ارتفعت أصوات الحراك الشعبي اعتراضاً على تسميتكُم كونكم من رموز السّلطة التي يُطالبون برحيلها، سعياً لإرساء سلطة نظيفة وفاعلة ذات مصداقية يكون هدفها الأساسي بناء الدولة من خارج القيود الطائفية، والتي تحترم شعبها وتحافظ على حقوقه.

 

دولة الرئيس، كانت قوتكم من قوة جمهوركم خصوصاً، وتمثيلكم لتطلعات اللبنانيّين عموماً، الّا انكم ركنتم الى «تسوية» لم تُنتج سوى كسر اتفاق الطائف والدستور، ممّا اثار استياء شريحة واسعة من اللبنانيّين عموماً وجمهوركم خصوصاً. هي تسوية هشّة، بدليل علاقتكم المتردية مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. صحيح انه أعلن انه سيذهب الى «المعارضة» في مفهومه، لكنه سيكون موجوداً في قصر بعبدا طوال ولاية الرئيس عون المتبقّية، وسيعمل على التحكم بالحكومة الجديدة بوسائل عديدة.

 

دولة الرئيس، أنتم أمام خياريْن، إما أن تنحازوا للناس ومطالبهم وإما المشاركة في سُلطة فقدت مشروعيّتها الشعبيّة. فالناس اختارت القطيعة مع السلطة، ولا مصلحة لكم في ترؤس حكومة جديدة من دون دعم قاعدة شعبية وازنة وبتزكية دولية.

 

دولة الرئيس، حبّذا لو تنسحبون من هذا السباق الخاسر تلبية لنداء الناس، وتتركون للأكثرية النيابيّة ان تُسمّي الشخص الذي تراه من وجهة نظرها مناسباً لتحمل المسؤولية، وبذلك يُطوى هذا الملف الشائك الذي يتخذ منه البعض ذريعة واهية لإطالة الأزمة التي تُهشّم البلد.

 

هذه فرصة قيّمة لكم، وقد تكون الأخيرة، وفّقكم الله في خياركُم.

 

مع التقدير والمودّة.

 

 

* كتبت الرسالة قبل إعلان الرئيس الحريري اعتذاره.