Site icon IMLebanon

رسالة الى المواطن  شامل روكز

نعرف أن التحدث اليك سهل، اذ من مزاياك أنك تستمع أكثر من أن تتكلم. وحجتك في ذلك أن لديك أذنين اثنتين، بينما ليس لك سوى لسان واحد. وهذه الميزة فيك تجعلك من أهل الحكمة والرؤية والروية، ونعتذر منك واليك سلفاً لأنك لن تجد في طيات هذا الحديث أي تفخيم لك أو تمجيد لانجازاتك ولتاريخك – ولا نقول لماضيك – العسكري المشرف الذي يستحق كل التنويه والاعتزاز به على مستوى الوطن. ذلك أنك لم تجعل من تقاعدك من الخدمة العسكرية خاتمة لمسيرتك، ولم تترك أي فراغ أو مساحة أو حتى فسحة للتنفس بين تركك للميدان العسكري وانتقالك الى الميدان المدني في ساحة الشهداء بكل ما يحمله ذلك من رمزية استمرارية النضال الوطني واستمرارية المسيرة أيضاً، مما يعني انه لم يحن الأوان بعد لتقييمها وقول الكلمة الأخيرة فيها… وذلك بدليل حمام الجماهير الذي بدأت به الفصل الثاني من مسيرتك!

***

سلوكك هذا، لمن يمعن النظر فيه، يعني أنك انتقلت في مسيرتك من مرحلة عنوانها الحرب هي السياسة ولكن بوسائل أخرى، الى مرحلة أن السياسة هي الحرب ولكن بوسائل أخرى، والحرب هنا هي بمفهوم النضال. وقولك انك ترقيت منذ ساعات الى رتبة مواطن أحدث شيئاً من الحيرة في النفس:: فهل هي ترقية تستحق التهنئة؟ أم أنها ترقية تستحق الرثاء؟ ذلك أن المواطن في هذا الوطن، البائس منذ التأسيس، عرضة للاذلال والاستغلال ومصادرة حقه في الحياة الكريمة في اطار نظام سياسي عصري يحميه من الطائفية والمذهبية والمناطقية، ويعيد اليه نصيبه من الثروة الوطنية فلا تستمر عرضة للنهب والهدر وشفط المال العام. واذا كنت تعني ان عنوان نضالك الجديد هو ارتقاء كل الوطن الى مستوى هذا المواطن المنشود، فان ترقيتك تكون في محلها، وتستحق كل التهنئة…

***

نرحب بك بدور تقوم به في هذا الفيلم اللبناني الطويل والممل والمذل والذي يعرض منذ عقود. وعلى الرغم من أنه يتضمن القصة الدرامية والعقدة بمواصفات التراجيديا الافريقية، الا ان سر فشله هو ان الممثلين جميعاً فيه هم من الكومبارس، في حين ان الفيلم الناجح يحتاج الى بطل! وللحديث صلة.