انتهى عهد «بيّ الكل»… ورحلت حكومته!

 

بعد أن غادر الرئيس ميشال عون قصر بعبدا في 30 تشرين الأول، غير مأسوف عليه، ها هي حكومة «معاً للإنقاذ» ترحل بعدما لم تتمكن حتى من إنقاذ نفسها من عثراتها وزلاّتها وخلافاتها الداخلية!

كُتب الكثير عن العهد وحكوماته، وسيُكتب أكثر، لكن دعونا نستعرض آخر حكوماته من منظار مختلف.

 

لنسترجع ما أتحفنا به رئيسها نجيب ميقاتي من أقوال خالدة، ومنها: عن إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: «خلال الحرب لا يمكن تغيير الضبّاط» (2021)، «بدنا نرجع نروح عالمطعم، بدنا نرجع نعيش» (2021)، «سنُعيد الفرح إلى اللبنانيين» (2021)، «بدنا نتحمّل بعض» (2022)، «سأدفع مستحقات الكهرباء ولو من جيبتي» (2023)، «يجب أن نكون يداً متماسكة» (2023)، «أنا والرئيس بري واحد، ولا يمكن لأي أحد أن يدخل بيننا» (2024)، «حِلّوا عنّا» (2024)، ومسك الختام، ورداً على سؤال عن الفرق بين نجيب ميقاتي ونواف سلام في إدارة البلاد أجاب: «الفرق هو متر طول» (2025).

وفي تصريح له بعد إعلان تشكيل حكومة الرئيس نواف سلام، قال أنّه «مستمر بالعمل العام، وهمّي هو همّ المواطن».

 

أما وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الطامح برئاسة الحكومة فقد أتحفنا بالكثير من الأقوال المأثورة والمواقف الخالدة، ومنها: مسؤولية وزارة الاقتصاد كبيرة جداً ولهذا لم أترشح للانتخابات النيابية (2022)، من يريد استغلال حاجة الناس سنكون له بالمرصاد (2022)، أريد أن أُطمئن أن تداعيات سعر الدولار الجمركي الجديد على أسعار السلع ستكون ضئيلة جداً جداً جداً (2022)، اطّلعتُ على خطة التعافي التي قدّمها ميقاتي وهي جيّدة لكنّ «بدها شغل» (2022)، سأسعى لزيارة إلى الكويت قريباً، وطبعاً مُرحّب بي، والموضوع تمّ حلّه بعد ساعات، والعلاقات لن تتضرر «كرمال كلمتين» (2023)، مصر تستهلك في 3 أسابيع ما يستهلكه لبنان في سنة … يعني أنه إذا انقطع القمح عن لبنان فنستطيع أخذ كمية صغيرة من المخزون الكبير الموجود لدى مصر (2023)، ربطة الخبز هي أرخص مادة في لبنان، فهي أرخص من العلكة، وقد وصلتني تقارير من الخارج أن ربطة الخبز في لبنان هي أرخص ربطة خبز عالمياً، وأيضاً أرخص ربطة خبز في الشرق الأوسط (2023)، منشآت المرفأ والمطار خارج التأمين (2023)، تخزين المواد الغذائية يحصل في بيروت وجبل لبنان والمناطق «غير المعرضة للخطر» (2023)، نحن في أبو ظبي نعمل على تعزيز سمعة لبنان (2024)، سنكون دائماً بالمرصاد في وجه من سيضر بالمستهلك (2024)، ما من داع لحالات الهلع، ونحن سنتابع وسنكون بالمرصاد وستُسطر محاضر ضبط وملاحقات قضائية بحق كل من سيستغل الناس في هذا الوضع الصعب (2024)، العصا لمن عصى… بناء على توجيهاتي ومتابعتي الشخصية، تمّ تنظيم محاضر ضبط بأصحاب المولدات المخالفين في الدامور (2024)، وزارة الاقتصاد استُهدفت على مدار سنتين، وكل الاتهامات الموجهة لنا غير حقيقية وغير مُثبتة (2024)، إنه نصر بتكاتف المقاومين والجيش والمدنيين (2024)، نحن نعمل من أجل مصلحة البلد والمواطن، بينما هناك أشخاص لا شغل لهم سوى مواجهة وزير الاقتصاد وفبركة أخبار عنه وعن شقيقه (2024). وهذه مقتطفات من بيان صحفي للوزير سلام عن مشاركته في احتفالية تنصيب الرئيس ترامب: «وجهت الإدارة الأميركية هذه الدعوة الشخصية للوزير سلام، تقديراً لعلاقاته التاريخية بالرئيس ترامب وبالعاصمة واشنطن ولانجازاته بتوطيد العلاقات العربية – الأميركية من المحيط إلى الخليج خلال فترة إقامته في الولايات المتحدة الأميركية لأكثر من20 عاماً». و‏‎«سيقوم الوزير سلام خلال هذه الزيارة بإعادة توجيه دعوته السابقة للرئيس ترامب بزيارة لبنان، وتحديدا قرية قانا جنوبي لبنان حيث حصلت أولى معجزات السيد المسيح، والعاصمة بيروت أم الشرائع، لينطلق منها الى كفرعقا قرية الحفيد القادم» (2025).

 

وزير الطاقة وليد فياض، الذي كان بحقّ وزيراً للفرفشة وإسعاد اللبنانيين، أتحفنا بالنوادر، ومنها: لا أعلم إذا كان هوكشتاين سيلتقيني بعد أن رميت الحجارة على الحدود الجنوبية في اتجاه إسرائيل (2022)، اللي ما بيدفع ما بيطلعلو كهربا! (2022)، وصلت متأخراً لحضور «مؤتمر أسبوع بيروت للطاقة» بسبب أن صهريج الميّ عند جاري كان مسكَّر عليّ (2023)، كشفت عن التقدم الملموس في قطاع الطاقة في لبنان خلال حضوري قمة لندن (2023)، بدنا نولّعها بالكهرباء لتصل التغذية الى 15 ساعة (2023)، في لبنان هناك من لا يريد زيادة ساعات الكهرباء… وأنا كمان عم نام على المروحة بسبب أزمة الكهرباء (2024)، نأمل ألا تحل العتمة الشاملة على لبنان، وأتمنى على اللبنانيين أن يصبروا معنا فأنا أحاول حلّ المشاكل (2024)، صحيح أنا بحسّ حالي أوقات إنّي بستجدي، بس لا ما منشحد… نحنا عمّ نديّن العالم كرامة، ما عمّ نشحد (2024)، الحصار الأميركي تسبب بدخول لبنان في العتمة الشاملة (2024)، ضميرنا مرتاح، نقدم التضحيات، ولكن العراقيل موجودة (2024). ومع إقتراب انتهاء ولايته وعد الوزير فياض بوصول ساعات التغذية الكهربائية إلى 11 ساعة يومياً!

 

وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية أتحفنا بالمواقف، ومنها: لن نسمح لأحد بأن يسلب المرافئ اللبنانية دورها التاريخي (2022)، هلق نحن مش مثلنا مثل غيرنا، نحن أحلى من غيرنا بكتير (2022)، لبنان بلدٌ صغيرٌ بمساحته، وعلى الرغم مما يعانيه راهناً، يفرض احترامه على دول العالم (2022)، وصلت الباصات الفرنسية إلى لبنان، وبعد 5 أشهر صدرت البيانات الجمركية لها، وسيصار إلى تسجيلها لدى هيئة إدارة السير (2022)، الإشكال الذي وقع قبل أيام في منطقة الجناح حصل بين عائلتين نتج عنه إطلاق نار عشوائي، ولم يكن المطار مُستهدفاً ولا الطائرة (2023).

وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، أتحفنا بالتالي: بقاء النازحين السوريين في لبنان هو بقاء مؤقت (2022)، توصّلنا إلى اتفاق في اجتماع السراي يقول إنّ الورقة التي أعددتها حول النزوح السوري جيّدة (2024). الوزير حجار، المحسوب على التيار العوني، أبى أن يُغادر منصبه قبل أن يمنح 20 جمعية صفة «المنفعة العامة» بموجب مراسيم تاريخها 9-1-2025. وتستفيد الجمعيات ذات المنفعة العامة من عدد من المنافع والمزايا والإعفاءات منها المساعدات والإعانات التي تمنحها الدولة والبلديات والمؤسسات العامة، والإعفاءات من الضرائب والرسوم، ولا تخضع الهبات التي تقدم لها لرسم الانتقال أو أي رسم آخر بما فيها الرسم البلدي.

وزير الزراعة عباس الحاج حسن أعلن: الحكومة عازمة على محاربة الاحتكار في كل القطاعات ولو بَقي من عمرها ساعة واحدة (2022)، عندما استلمت الوزارة طلبَ مني الرئيس بري أن أعمل تحت القانون، وأن أخدم المناطق المحرومة (2023)، السوريون ضيوف لا نازحين (2023).

وزير العمل مصطفى بيرم قال: حصرنا 127 مهنة باللبنانيين! (2022). وأعلن عن دراسة مادة في مشروع الموازنة تنصّ على أنه يمكن للمواطن الذي يريد تسريع معاملاته أن يدفع رسوم إضافية (2022).

وزير الخارجية عد الله بو حبيب، وهو الذي تعرّض لموقف حرج خلال القمة العربية في جدة حيث رُصد وهو يمضغ العلكة، أتحفنا بقوله: إذا رحت ع سوريا مش رح شيل الزير من البير! (2023)، مستعدون للحرب… وسرعان ما عقّب: ما قلتُه عن استعداد لبنان للدخول في الحرب مع إسرائيل كان هفوة أو غلطة (2024). تلقينا تطمينات من الدول المعنية تفيد بأن الرد الإسرائيلي سيكون محدوداً وكذلك رد حزب الله (2024).

وزير الداخلية بسام مولوي: شهدنا إطلاق نار من قبل قناصين على الرؤوس، وهذا أمر غير مقبول (2021)، نحن نتّكل على إيمان اللبنانيين بالله وقد رأينا التكبيرات في المساجد ودعواتهم، والصلوات لمار شربل (2023).

وزير التربية عبّاس الحلبي: الأقساط بالليرة اللبنانيّة حصراً (2022).

وزير الإعلام زياد مكاري: المواطنين يجب أن يطمئنوا الى أن الحكومة تعمل على وضع خطة وقاية في حال، لا سمح الله، حصلت حرب (2023).

وزير المهجرين «العوني» غسان عطا الله: لم نعمل يوماً لحساباتنا الشخصية أو لمصالح فئوية ورغبات مناطقية، ولم ننجر خلف الشعبوية، بل دائماً كانت المصلحة الوطنية هي الهدف الأساس… دفعنا على أكثر من صعيد ثمن خياراتنا، ولا ننتظر شيئاً من الآخرين لأنها قناعاتنا (2023).

وزير الاتصالات جوني القرم: أرفض البوح عن أي تفصيل بخصوص خطة الطوارئ كي لا يستفيد منها العدو الإسرائيلي، حيث تحرص الوزارة على سريّة إجراءاتها (2024).

ونذكّر بواقعة رمي الوزير وليد فياض، والوزير هكتور حجار، الحجارة عبر السياج الحدودي باتجاه إسرائيل، حيث غنّى الوزير حجار «أضرب والريح تصيح» (2022).

كما نذكّر بجولة الوزيرين عباس الحاج حسن وأمين سلام في سوق الخضر المركزي في بيروت، وتفحّص جودة الخضار عبر شمّها… أسوة بـ«أبو كلبشة: أنفي لا يُخطئ»! (2024).

وللتذكير صدرت في تشرين الأول 2021 مراسيم يحتفظ بموجبها الوزراء بوظائفهم الحالية قبل تعيينهم: وزير العمل مصطفى بيرم، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير الثقافة محمد وسام مرتضى، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا رياشي.

وفي الخلاصة، عُذر 99% من الوزراء: كنت بدّي أعمل… بس ما خلّوني!

وأخيراً، أعطني اسم وزيرة أو وزير يُمكن أن نتأسف على رحيلها أو رحيله بعد مغادرة المنصب الوزاري!