Site icon IMLebanon

لا حكومة ببيان وزاري لا يتضمن ما يشبه المعادلة الثلاثية بيئة المقاومة تحرّر لبنان

 

لم يكن مشهدا عاديا دخول الجنوبيين عزّلاً الى أراضيهم المحتلة ومواجهتهم الاحتلال باللحم الحي… أهل الأرض، لم يخافوا الدبابات والطائرات والمسيّرات والجنود، أهل الأرض مشوا حاملين أرواحهم على أياديهم أمام الجيش اللبناني، هم حموا الدولة والجيش معا، هم السياديون الحقيقيون الذين أثبتوا ان المقاومة هي من رحم الشعب وان الشعب من رحم المقاومة، ولا يمكن أن ننتصر بدون هذه المعادلة، لا يمكن أن ننتصر مثلا بالشعارات الرنّانة، هم أثبتوا ان أرضا يحميها شعبا ببأس هؤلاء لا يمكن أن يحتلها أي عدو.

لم يكن مشهدا عاديا، كان حجم الانتصار بصورة الجنوبيين العائدين مبكيا جدا من شدّة الزهو… أنتم حراس الأرض بل أنتم الأرض وحبات التراب ودماء الشهداء، أنتم الميثاق والشرف والدستور، أنتم صورة لبنان الحقيقية.

 

لم يكن مشهدا عاديا أن يقف العالم بأجمعه متفرّجا على انتهاكات العدو واحتلاله لأرضنا فيما بضعة شبان وعجّز وأطفال كسروا هيبته، كسروا كل القيود وحررونا من خوفنا… من ينتظر من هؤلاء التخلّي عن المقاومة وحزب الله هو واهم جدا ومشتبه، فما حصل اليوم كتب البيان الوزاري للحكومة وسطّر نصرا جديدا لا يشبهه أي نصر… والمفارقة التي لا يمكن لأي كلام أو حقد أو مؤمرات أن تخفيها هي ان الجنوبيين مشوا واثقين بأن في ظهرهم مقاومة لن تتخلّى عنهم بعيدا عن أي اتفاقات أو تسويات.

لم يكن مشهدا عاديا أن تقف «الأم الجنوبية» أمام جنود العدو الإسرائيلي ودباباته غير آبهة بالموت، تلك المرأة التي سطّرت الانتصار بدقيقة وبمشهد واحد… (بعد هذا المشهد، بماذا تخيفنا إسرائيل، بماذا يخيفنا العالم، بماذا يهدّدنا بعض الداخل..؟).

 

لم يكن مشهدا عاديا أن يسطّر الجنوبيون التحرير الثالث فيما لا دولة ولا حكومة ولا لجان ودول استطاعوا إجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب… اليوم، ولان المشهد لم يكن عاديا، يقول قيادي كبير في المقاومة انه على الدولة ممثلة برئيس الجمهورية وجوزف عون ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام الاستثمار في هذا النصر وإجبار العدو على اكمال مشهد الانسحاب… أكثر من ذلك، ولأول مرة يلمح أطراف في الثنائي الى ان أداء الرئيس عون في معالجة إصرار العدو على البقاء في بعض القرى الحدودية لم يكن على قدر الآمال المعقودة على الرجل وبيان القسم، ولكن، فلننتظر الآن ونرى كيف سيعالج عون ومعه الرئيس المكلف هذه المسألة بعدما فتحت لهم بيئة المقاومة طريق التحرير.

وفي حين يعتبر هذا الكلام بمثابة لوم العهد الجديد على ضعف الأداء ووضعه ما حصل في إطار السقطة الأولى، فان الأنظار تتجه الى كيفية معالجة ما تم الإعلان عنه جهارا وسرا حول البيان الوزاري والمعادلة الثلاثية، التي نعلن اليوم بأن وجودها أو وجود ما يعادلها ضمن البيان الوزاري لجهة حق لبنان واللبنانيين في الدفاع عن أنفسهم بأي طرق متاحة ثابت ولا يمكن تخطيه أي عمليا إدراج المقاومة كحق من حقوق أي شعب للدفاع عن نفسه، وهذا ما تكفله كل المواثيق والشرائع، وإذا أردنا توضيح الكلام أكثر فاننا نقول والكلام للقيادي الرفيع المستوى في الثنائي: بأنه لا حكومة ستبصر النور بدون هذه المعادلة بمعزل عن الصيغة المتبعة للتنفيذ…

لم يكن مشهدا عاديا، كانت صورة حقيقية عن نبض الشارع، عن نبض بيئة المقاومة، استفتاء على حب أهل الأرض لحُماتها… للذين انتصروا معنا واحترموا تضحيات ودماء الشهداء نقول والكلام للقيادي: «أهلا وسهلا بكم شركاء في النصر والتحرير»، أما للباقين نقول: عسى أن يهديكم الله الى ما فيه خير بلدكم وأخوتكم في الوطن.