Site icon IMLebanon

لماذا يتقصّد حزب الله الآن إظهار”العين الحمراء” لـ”إسرائيل”؟ تخبّط “الكابينت” يقلق ضباط الاحتلال من خطوات متهوّرة! 

 

 

الرد الايراني يسلط الضوءعلى منظومة المقاومة الصاروخية:

“فاتح 110″ وزلزال… و”فجر” و”رعد” وما “خفي اعظم”؟

 

لماذا رفع حزب الله نسق هجماته النوعية على المواقع العسكرية والامنية والاستراتيجية الاسرائيلية عقب عملية الوعد الصادق الايرانية ضد اسرائيل؟ الاجابة تتداخل فيها العوامل الميدانية المرتبطة بالرد على الاعتداءات الاسرائيلية اضافة الى عامل استراتيجي مهم في توقيته حيث يبحث “الاسرائيليون” عن استرجاع “ماء الوجه” بعد انهيار مفهوم الردع بفعل الهجوم الايراني غير المسبوق، ويبحثون عن “الثأر” الذي قد يكون “اعمى” ولا يستثني الاراضي اللبنانية في ظل حالة من التخبط غير المسبوقة في “كابينيت” الحرب. لهذا كان لا بد من اظهار “العين الحمراء” في وجه جيش العدو، كما تقول مصادر مقربة من حزب الله، تشير الى ان ما استهدفته المقاومة من مواقع حساسة سواء في “بيت هليل” حيث تم اصابة قاعدة لاطلاق صواريخ “القبة الحديدية”، او في “عرب العرامشة”، وقبلها في “الكمين” المحكم الذي تم اعداده لجنود وضباط لواء غولاني على بعد امتار قليلة من الحدود، ليس الا عينة صغيرة مما يمكن ان تكون عليه الامور في حال تم فتح “المخازن”.

 

هذا الارتقاء في نسق الاستهداف يعد تحذيرا ميدانيا، بالحديد والنار، لبعض “الرؤوس الحامية” في القيادتين العسكرية والسياسية التي تفترض انه بالامكان الحصول على تفهم دولي وخصوصا اميركي يسمح لهم بخوض مواجهة مفتوحة مع حزب الله كجزء من عملية الرد المبررة بعد الهجوم الايراني! علما ان المقاومة تعمدت بالتنسيق مع طهران بان تكون مشاغلتها لكيان الاحتلال ليلة الهجوم “رمزية” ولا تمنحه اي تبرير لتوجيه ضربات في العمق اللبناني، لان ما كان مطلوبا يومها ان تاخذ ايران “حقها بيدها” وضمن قواعد اشتباك محسوبة بدقة، تردع “اسرائيل” ولا تؤدي الى حرب شاملة.

 

لكن هل تقديرات حزب الله في مكانها؟ ثمة تسريبات منسوبة لكبار مسؤولي الأجهزة الأمنية “الإسرائيلية”، تشير إلى تخوفهم من الجدل الذي يوصف بالتحريض على الحرب داخل الحكومة منذ أيام. ونقل الاعلام “الاسرائيلي” عن هؤلاء الضباط تخوفهم من الرد المتسرع وغير المدروس على الضربات الإيرانية. وأعربوا عن القلق ايضا لغياب أي رؤية سياسية في هذه الحرب التي يدفع البعض داخل الحكومة لتكون على جبهات متعددة. وقد اكدت صحيفة “هآرتس” امس ان مجلس الحرب في “إسرائيل” فقد السيطرة، ومن شأنه أن يقود تل أبيب إلى حرب اقليمية متعددة الجبهات.

 

واذا كان هؤلاء الضباط، يخشون القرارات الارتجالية في الحكومة، فان ما يقلقهم اكثر،هو القدرات العسكرية المجهولة لدى حزب الله، فهو يملك ترسانة من “صواريخ الكورنيت” المتطورة التي ستفشل اي محاولة توغل بري، واسلحة بحرية غير معلوم مدى تطورها، وكذلك سلاح مضاد للطيران مجهول حتى الان، لكن الاهم يبقى السلاح الصاروخي المتطور، وما يعرف بوجوده في مخازن الحزب، كاف ليثير القلق الشديد من تعرض كل المنشآت الاستراتيجة لاضرار كبيرة ومدمرة، خصوصا ان “بروفة” الهجوم الايراني كانت كافية لادراك انه من غير الممكن منع مسيرات حزب الله وصواريخه من الوصول الى اهدافها نتيجة المسافة الجغرافية الضيقة، والكثافة المتوقعة في عمليات الاطلاق. وما تعرفه الاستخبارات “الاسرائيلية” عن انواع الصواريخ يرفع منسوب “الهلع”، واذا كان ما “خفي اعظم”، فان الثابت اليوم وجود نحو 150 الف صاروخ بين دقيق وغير دقيق وهي من طراز، فاتح 110 250كلم ويحمل راسا متفجرا 500كلغ… وزلزال 200 كلم، يحمل راسا متفجرا 600 كلغ. وفجر75كلم وراسه المتفجر 90كلغ. ورعد 50 كلم وراسه المتفجر 100 كلغ. فضلا عن “البركان” القصير المدى والذي يحمل راسا متفجرا بين 250 و500 كلغ.

 

وفي هذا السياق، وفيما اقر الاعلام العبري، بانه بوجه حزب الله لا وقت لإنشاء تحالف لاعتراض المُسيّرات، بل حتى صفارات الإنذار لن تدوّي، نقل موقع “يونت” الاخباري “الاسرائيلي” عن مصادر أمنيّة في تل أبيب توقعها ان يطلق حزب الله على الداخل “الاسرائيلي” بمعدّل خمسة آلاف صاروخٍ في اليوم، وهذا سيؤدّي إلى إعطاب البنية التحتيّة للكهرباء، وبالإضافة إلى الى شل حركة المواصلات البحريّة والجويّة ومن المتوقع ان تتوقّف كليا، وليس جزئيا وهو ما ابلغه رئيس سلطة الطوارئ “الإسرائيليّة” الجنرال يورام لاردو، لأصحاب الشركات، ولفت الى شراء مواد أساسيّة للغذاء والدواء بقيمة 500 مليون دولار، وهو مبلغ غير مسبوقٍ، وذلك في إطار استعداداتها لنشوب حربٍ شاملةٍ مع حزب الله. ولفت الى ان القصف الكثيف الذي سيتعرّض له العمق “الإسرائيليّ” من قبل حزب الله، سيكون مؤلمًا وقاسيًا جدًا، كما أنّ السفن المحملّة بالبضائع والقادمة إلى “إسرائيل” لإفراغ حمولاتها ستتوقّف، علمًا أنّ 90 بالمائة من الاستيراد “الإسرائيليّ” يعتمد على النقل البحريّ. كم اكد ان القصف سيؤدّي للقضاء على قوّة الطاقة “الإسرائيليّة”، الأمر الذي سينتج عنه دخول البلاد في حالة من الظلام الدامس تستمّر من يوم حتى يومين، وفي مناطق أخرى قد تستمّر عدّة أشهر. وبحسب التقديرات “الإسرائيليّة” فإن انقطاع التيّار الكهربائي في “إسرائيل” سيطال أكثر من ستين بالمائة من “اسرائيل”.

 

اذا كانت هذه المعطيات اكثر من كافية كي تحسب “اسرائيل” الف حساب قبل الانتقال الى مواجهة مفتوحة مع حزب الله. اذا لماذا يعمل الحزب على توجيه رسائله الميدانية في هذا التوقيت؟ للاجابة عن هذا السؤال، تقتبس تلك المصادر عن ما ورد في القناة الـ12 “الاسرائيلية” لكشف حقيقة التخبط الداخلي “الاسرائيلي” الذي قد يؤدي الى الحسابات الخاطئة. ففي خضّم الاستعدادات “الإسرائيليّة” لتوجيه ضربةٍ لإيران، والتخوّف من اندلاع حرب إقليميّة يشارك فيها حزب الله، طلب قبل يومين رئيس “الموساد” دايفيد بارنيع في جلسة المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر من ضابطةٍ كبيرةٍ أنْ تقدم تقريرًا معمقًا حول الوضع في إيران، والجبهة الشمالية، يتضمن مصادر وأسماء وتفاصيل حساسة، إلّا أنّ الضابطة رفضت وأبدت قلقها خوفا من تسريب المعلومات للخارج. ولفتت القناة العبريّة إلى أنّ الحادثة تعكس حالة عدم الثقة بين وزراء الحكومة حيث التخبط سيد الموقف.

 

لهذه الاعتبارات، يوازن حزب الله بين الجهوزية العالية لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي موسع، ورفع درجة الاستنفار تحسبا لحرب اقليمية، وفي الوقت نفسه يحاول درء توسيع الحرب ضد لبنان من خلال ضرباته النوعية الرادعة التي سيرتفع نسقها يوما بعد يوم لافهام من يعينهم الامر ان المواجهة الشاملة لن تكون نزهة لانها ستكون دون “خطوط حمراء”.