أيها الناخبون الشرفاء، حُسْن الإختيار عبارة نُردِدّها كباحثين في هذه الفترة لا سيّما نحن على أبواب إستحقاق إنتخابي بلدي وإختياري، اختياركم السليم إختيار ناجح وطريق نحـو الإصلاح الإنمائي – المناطقي. وتأسيساً للمبدأ الديمقراطي ولِحُسْن الإختيار يجب على الناخب التنبُّه من لقطاء الفكـر ومُسبِّبي الفتن في القرى والمُدن ومُستغّلي العواطف والمُبشّرين بالمنّ والسلوى. إعلموا أيها الناخبون أنه لا يوجـد عاقـل يدعـو لتطوير قراكم ومدنكم بحذف أحد مُرّشحي بلداتكم لأنّ الأمر غير مقبول في النظام الديمقراطي، كما المطلوب منكم الإلتفاف على بعضكم البعض أكثر من أي وقت مضى.
ثمّة اليوم منتفعين ومُبغضين ونمّامين ومُستغلّين في قراكم ومدنكم، وأشخاص يدّعون التقيّة والحرص على مدنكم وقراكم مهمتهم التدخّـل في الاستحقاق الإنتخابي البلدي – الاختياري وتوجيه الرأي العام في الإتجاه الذي يريدونه وهم قادرون على ذلك إنْ أفسحتم لهم المجال. أحْسِنوا إختيار ممثليكم واختاروا ما تريدونه أنتم وليكن خياركم نابعاً من مصالحكم ومصالح أبنائكم ومصالح بلداتكم، اختاروا ما أنتم بحاجة إليه بشكل سليم وصحيح ودقيق ومناسب لمتطلباتكم.
أيها الناخبون الشرفاء، أنتم مؤهّلون لحسم الخيارات الصحيحة والسليمة ومدّربون على حُسنْ التربية الوطنية والإنمائية والخُلُقيّة، ومُدرّبون على ثقافة الإختيار، فإنّ كانتْ خياراتكم سليمة نجحتم في هذا الإستحقاق، وإلّا ستتحوّل حياة معظمكم لاحقاً إلى سلسلة من المواقف الكيّدية والعشوائية والفاشلة والمجحفة بحقكم وبحق مدنكم وقراكم. حُسن الإختيار ليس مسألة عرضيّة هامشية، وحُسن الإختيار مهمّة من المفترض صقلها وتنميتها وتوقيتها يقع عليكم كناخبين أنفسكم وليس على الظروف.
أيها الناخبون الشرفاء، غالباً تسبق الاستحقاقات الإنتخابية خطابات ووعـود وأكاذيب ومكائد وأضاليل واتفاقات جانبية ذليلة يتلطّى بها متسوّلو الظروف وشحّادو الفكر ومستغلّو ومُضلّلو الرأي العام… من هذه المنطلقات وحرصاً منّا كمركز أبحاث PEAC نُطالبكم حُسن الإختيار ولا تُضيّعوا فرصة تصحيح مسار المشاركة المناطقية الإنمائية حتى لا تبقوا على ما أنتم عليه من حرمان ومُساومات وكيّدية، لأنّ هذه العـودة لن تكون من مصلحتكم ومصلحة أولادكم ومصلحة مدنكم وقراكم، وسيكون لها في حالة نجاحها إجراءات أخرى ثقيلة الوقع والحدث.
المركز الدولي للأبحاث السياسية والاقتصادية والإجتماعية – الإنمائية PEAC يُطالبكم بِحُسن الإختيار لأنه فرصة نحو السير في مرحلة تطوير مدنكم وقراكم إلى مرحلة زمانية عمرانية – حضارية تنقلكم إلى مراحل التطوّر والإنماء، فلا تدعـوا صغار النفوس والمأجورين والموتورين والمُستغلّين يستغلّون طموحاتكم بكيدهم وغيّهم وكذبهم وتلفيقاتهم. أيها الناخبون أنتم أمام مفترق طرق وبناء مستقبل قراكم ومدنكم وتنميتها، وهذا الأمر يتطّلب حُسن الإختيار في الإستحقاق الإنتخابي البلدي والإختياري ليقوم من تختاروهم بالوظائف الموكلة إليهم إلى جانبكم وبمباركتكم.
أيها الناخبون لا تدعوا أياً كان اللعب بعواطفكم أثبتوا لهم أنكم مُلمّون بما يحتويه قانون البلديات من مواد جيِّدة مؤشرة إلى دور السلطة المحلية، علماً أنّ وجود النظام المحلّي أمراً مهماً وضرورياً لدفع عمليات التنمية الشاملة والمحافظة على إستقرار المجتمعات وتطوّرها.
أيها الناخبون الشرفاء، الحرمان يطال جميع مدننا وقرانا في ظل غياب السلطة المركزية فضلاً عن الانهيارات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والإجتماعية، وبالتالي عليكم التفكير بحكمة وإستثمار الطاقات لبناء الداخل (مدنكم وقراكم) من خلال سلطات محلية فاعلة ولا تتأثروا بالنكداء والوصوليين والمستغلّين.
أيها الناخبون الشرفاء، كونوا ديمقراطيين مثقفين واعين وليكن لديكم ثقافة سياسية – إنمائية تقوم على مبدأ أنكم مصدر السلطات وأنّ المؤسسات التمثيلية هي إنعكاس لخياراتكم ومستوى وعيكم، والهدف هو الخير العام لا المصالح الشخصية والنكد أي تنمية قراكم ومدنكم. برهنوا عن نضجكم الفكري – الإنمائي وانتخبوا مجالسكم البلدية والاختيارية لأنها في النهاية مرآة تعكس مستوى تطوّر مجتمعاتنا ومدى نضجها الفكري وبالإلتزام الصادق بالمصالح العامة لا بالمصالح الخاصة.
* كاتب وباحث سياسي
