حسمتها أم زهير. قررت مقاطعة الانتخابات البلدية تلبية لدعوة الحاج أحمد هاشمية (ولا ألومها). تعتبر أم زهير أنّ اللوائح المقفلة هي ضرب من ضروب مصادرة صوتها الانتخابي لأنّها تعشق التشطيب والسلطة تريد منعها من ذلك.
تقول أم زهير إنّ المناصفة (منافصة في أعضاء المجلس بين المسلمين والمسيحيين) شأن تعتزّ به في بيروت وتريد المحافظة عليه، لكنّها في الوقت نفسه ترفض، هي وأترابها، أن يُفرض عليها هذا الأمر بالإكراه حتى لو كان بواسطة القانون. ترفض كذلك مصادرة القرار البلدي على يد المحافظ وتريد تحرير بلدية بيروت من قبضته (وهي على حقّ أيضاً).
تعتبر كذلك، أن حديث نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في مجلس النواب أمس، كان استفزازياً. خصوصاً حينما أعلن عن نية المجلس تعديل القانون لإقرار المناصفةمن دون البحث بالصلاحيات (صلاحيات المحافظ) التي تُعتبر “لب المشكل”.
في نظر إم الزوز، فإنّ هذا التعديل يجرّد أبناء العاصمة من امتيازهم، باعتبار أن أهل بيروت لا ينتخبون، وبالتالي فإنّ هذا التعديل سيعني حكماً تحكّم “إخواننا الشيعة” (تقصد ثنائي حزب الله وحركة أمل) بالبلدية، لأنّهم “بلوك” مُقفل ومعلّب يمتثل لتعليمات قيادته بينما البيارتة لا “جَلَد” لهم ولا “حماسة” لترك نفس الأركيلة من أجل التوجّه إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخاب.
سألت أم زهير وهي تتحضر للنزول إلى وسط بيروت تلبية لدعوة هاشمية من أجل الاعتراض على تعديل القانون: “أنت ضد اللوائح المقفلة وضد صلاحيات المحافظ… صح؟”.
ردّت: “مية بالمية”.
أردفت: “طيب عال… هاتي لنقسم البلدية لـ 3 أقسام مثلاً، ونخلص من بدعة المناصفة. يا أختي خلي كل جماعة تجيب مرشحيها… يعني معقول تفرضي جمال عيتاني أو مين بيشبهو على إخواننا بالأشرفية؟ ماري أنطوانيت ولا فانتيني مش ستيلهم جمال. بركي بدها مارون أو شربل رئيس!”.
صمتت أم زهير لهنيهة، وقالت: “إذا التقسيم بخلّصنا من مصادرة المحافظ قرار البلدية… أنا موافقة”.
هنا ضحكت، ثم قلت لها: “والله يا أم زهير أنت ما بتخافي إلا بعينك… كم مرة قلتلّك تعي نقسمها لبيروت ورفضتي؟”.
لم تجاوب أم زهير على هذا السؤال. تجاهلتني وولّت مدبرة صوب غرفتها لتحضّر ثياب وحوائج التظاهر (قاروة مياه، قبعة، وعلم أزرق).
أم زهير ستقاطع الانتخابات البلدية… ويبدو أنّ المقاطعة ستكون الـMainstream السائد لدى أغلب أهالي العاصمة.
الله يستر…
