Site icon IMLebanon

ميقاتي يحاول إثبات قدرته على تدوير الزوايا

 

إعادة تسميته لحكومة ما بعد الانتخابات برسم البرلمان المقبل

 

 

لا تزال ترددات عودة السفيرين السعودي وليد البخاري والكويتي عبد العال القناعي الى بيروت تلقى أصداءً ايجابية على الساحة الداخلية اللبنانية وهي اعطت دفعا جديدا لاعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية بعد الغيمة العابرة التي اعترضت سماء هذه العلاقات، ومن المنتظر ان يقدم ايضا السفير القطري الجديد ابراهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي اوراق اعتماده اليوم الى رئيس الجمهورية ميشال عون،  وبإنتظار استكمال المشهد الخليجي لاحقا بتعيين سفير جديد لدولة الامارات العربية المتحدة خلفا للسفير سعيد الشامسي برز التحرك اللافت الذي يقوم به السفير السعودي والذي استهله فور عودته الى بيروت بسلسلة من اللقاءات والافطارات، وتكتسب عودة سفراء دول الخليج الى بيروت اهمية قصوى لاعتبارات عدة اهمها اقتراب موعد اجراء الانتخابات النيابية وما يليها من استحقاقات مفصلية من تشكيل لحكومة ومن ثم دخول لبنان في مدار المهلة الدستورية لموعد الانتخابات الرئاسية، كما انها تأتي غداة توقيع لبنان الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي.

 

وفي هذا الاطار، تقرأ مصادر سياسية قريبة من السراي الحكومي عبر «اللواء» مسار عودة السفراء العرب والدور الذي لعبه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على هذا الصعيد فتقول: «لا شك ان الرئيس ميقاتي اثبت انه رجل المرحلة بإمتياز ولديه قدرة كبيرة على تدوير الزوايا والتحرك في الوقت الذي كانت تواجهه صعوبات كبيرة وهذا امر غير جديد عليه، حتى انه وعلى مستوى الملفات الداخلية ولدى تعليق جلسات مجلس الوزراء بسبب مقاطعة فريق سياسي معيّن للمجلس تصرف بحكمة ودراية وروية ولم يتسرع في اتخاذ اي قرارات قد تعقد الامور، وهو بذل كل جهده لاعادة ترتيب البيت الداخلي الحكومي والذي اسفر عن عودة جلسات المجلس للانعقاد، وبالتوازي ورغم المواقف التصعيدية الكبيرة التي كانت تطلق بإتجاه الدول الخليجية كان يحرص بالتأكيد على اهمية دور هذه الدول الشقيقة بمساعدة ومساندة لبنان ودعمه له وذلك من خلال التواصل المستمر مع المعنيين لاعادة الامور الى نصابها، وتشدد المصادر على اهمية الدور الفرنسي في هذا الاطار حيث فتح الاتصال الذي اجراه ولي العهد السعودي الشيخ محمد بن سلمان بالرئيس ميقاتي وخلال استقبال الاول للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الباب لعودة هذه العلاقات ، وتلفت المصادر الى انه ومنذ ذلك الحين كان هناك مسار طويل من الاتصالات توجت بالمبادرة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي الى لبنان مطلع العام ومن ثم بالبيان الذي أصدره رئيس الحكومة والذي اكد فيه التزام لبنان بإعادة العلاقات مع دول الخليج الى طبيعتها والذي لاقى ايجابية مطلقة من قبل هذه الدول الخليج، اضافة الى ان الزيارة الذي قام بها الرئيس ميقاتي الى قطر العضو في مجلس التعاون الخليجي اسهمت من خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها لعودة السفراء الى بيروت.

 

واذ تعتبر المصادر ان هناك حاجة كبيرة للبنان في هذه المرحلة بالتقرب من اشقائه العرب وهذا الامر اصبح واقعا ، تؤكد ان الرئيس ميقاتي استثمر علاقاته الدولية في هذه الاتجاه كما ان الصيغة الوسطية والمعتدلة الذي يمثلها استطاع من خلالها ازالة الكثير من العقبات التي كانت تعتري هذه العلاقة.

 

وتذكّر المصادر بأن من يمول الدعم للبنان عبر صندوق النقد الدولي بشكل اساسي هي دول مجلس التعاون الخليجي، كما تشدد المصادر على اهمية الوصول الى نتيجة واضحة في سياق التفاوض مع صندوق النقد والذي قطع في محطة اساسية هي عبارة عن توقيع الاطار العريض الذي يرسم للمرحلة المقبلة من اجل اعادة حيوية وعافية لبنان من خلال خطة شاملة ستبصر النور بعد الانتخابات النيابية مباشرة، وترى بأن الاموال التي ستدفع للبنان ستساعده في المرحلة المقبلة وستكون بمثابة معابر الزامية له.

 

وتشيد المصادر بالفريق الحكومي الذي يتابعه الرئيس ميقاتي بشكل مباشر والذي اثبت فعاليته ومتابعته للملفات الاساسية والذي كانت له مساهمة اساسية بالتوقيع على الاتفاق المبدئي الذي اصبح واضحا للجميع.

 

وحول امكانية ترؤس ميقاتي حكومة ما بعد الانتخابات تشير المصادر الى ان تسميته امر يعود الى المجلس النيابي الجديد من خلال الاستشارات النيابية الملزمة، ولكن الواضح حسب ما تقول المصادر بأن تموضع ميقاتي من خلال قدرته على تدوير الزوايا والتعامل مع العراقيل بحكمة ستكون برسم البرلمان المقبل والذي لديه ملء الصلاحية لتسمية من يراه الانسب والاقدر مع الاخذ بعين الاعتبار الوضوح الذي يمثله الرئيس ميقاتي من منهجية وسطية وانفتاح على الجميع والعمل على خفض منسوب الخطابات المتشنجة لان كل ذلك يساعد لبنان بكل ما للكلمة من معنى واصبح الجميع مقتنع بان هذا هو النهج الانسب في هذه المرحلة.

 

وعن قيام الرئيس ميقاتي بزيارات الى عدد من دول الخليج خصوصا انه اعلن عزمه على زيارة المملكة العربية السعودية في شهر رمضان، تعتبر المصادر انه مع عودة السفراء اصبح هناك امكانية لقيام الرئيس ميقاتي بزيارات وهذا امر مطلوب .

 

وحول امكانية تقديم مساعدات خليجية الى لبنان في هذه المرحلة ترى المصادر ان كل الامور واردة علما ان المملكة العربية السعودية ملتزمة وبالشراكة مع فرنسا بمساعدة لبنان في مجالات عدة وهذا امر غير جديد عليها .

 

وتختم المصادر بإعتبارها ان صفحة سوء التفاهم مع دول الخليج قد طويت واصبحت وراء ظهرنا وعلينا النظر الى الامام، خصوصا ان هذه الدول كانت دوما وتاريخيا داعمة للبنان في كل المحطات .