IMLebanon

NEW TRUMP

 

الزيارة التي قام بها الرئيس الاميركي الجديد الى مقر هيئة الاستخبارات الاميركية الشهيرة (C.I.A) تؤكد ما كنا نقوله منذ أيام عدة أنّ روما من فوق غير روما من تحت.

هذه البداية في خطوات البيت الابيض مع الولاية الجديدة تدل على أنّ الرئيس دونالد ترامب لم يتقيّد أو يلتزم بالمواقف والتصريحات التي أعلنها في حملته الانتخابية لسبب بسيط أنّ المرء عندما يصل الى سدّة المسؤولية هو غيره من دون مسؤولية.

من ناحية ثانية، انّ أكثر ما عانينا وعانى العالم منه مع الرئيس السابق باراك أوباما أنّ همّه الأوحد كان الاقتصاد… بينما كان واقفاً شبه متفرّج على التطورات في العالم، خصوصاً أنّه وصل الى البيت الابيض بعد أزمة اقتصادية كبرى يوم كانت الولايات المتحدة الاميركية مدينة بِـ20 تريليون دولار، فركز على معالجة الأزمة الاقتصادية وعلى خفض مستوى البطالة… ليوفر دفعاً للاقتصاد الاميركي.

من هنا فإنّ ما جرى في العراق وفي سوريا في عهد أوباما ما كان ليحصل لو كان في البيت الابيض رجلٌ غيره…

أولاً- بالنسبة الى العراق فقد تم تسليم هذا البلد العربي الى إيران بمقدراته النفطية وبقراره السياسي.

ثانياً- «السكوت» عن المفاعل النووي الايراني عشر سنوات شهدت دغدغة مشاعر إيران وجعلها ندّة للدول الخمس الكبرى زائدة ألمانيا في مفاوضات مضنية انتهت بما عُرف بالاتفاق «النووي الايراني».

ثالثاً- للتذكير فإنّ الاميركي سمح بتدمير المفاعل النووي العراقي أيام صدام حسين، ولاحقاً المفاعل النووي السوري أيضاً من دون أي مفاوضات، لا قصيرة المدى ولا طويلة على امتداد عقد من الزمن كما جرى مع ايران.

رابعاً- لو تدخلت أميركا في سوريا يوم تحرّكت الأساطيل إثر قضية السلاح الكيميائي الذي استخدمه النظام ضد شعبه لما كانت حصلت المجزرة الرهيبة في سوريا، ولما كانت سوريا دمرت بمدنها وأريافها، ولما كان نصف الشعب السوري قد تم تهجيره(…) ولما كان أحد تجرأ على القول للأميركي نريد أو لا نريد!

خامساً- روسيا كانت دولة متآكلة، بالكاد قادرة على الوقوف في مهب التحوّلات الدولية، وبفضل سياسة أوباما عادت اليوم دولة عظمى ووريثة حقيقية للاتحاد السوڤياتي الشهير.

باختصار، العالم اليوم أمام مرحلة أميركية جديدة… ومهما كانت ستكون أفضل من مرحلة أوباما.

عوني الكعكي