Site icon IMLebanon

الجنوب بانتظار «نيو» يونيفل!

 

 

 

في ذروة البازار الداخلي والخارجي حول سلاح المقاومة، استشهد ستة عسكريين وجُرح اثنان جراء انفجار وقع في أحد المخازن في وادي زبقين أول من أمس. وبحسب بيان الجيش اللبناني، فإن العسكريين سقطوا «أثناء كشف وحدة على مخزن للأسلحة وعملها على تفكيك محتوياته». وفور وقوع الانفجار، شكّلت قيادة الجيش لجنة من الأمن العسكري للتحقيق في أسبابه.

 

وعلمت «الأخبار» أن الاحتمالات تتركّز حول «وقوع خطأ تقني بشري تسبّب بانفجار الصواريخ». وبحسب المعلومات، فإن «مهمة مشتركة لفوج الهندسة واللواء الخامس كانت تنفّذ منذ حوالي أربعة أيام قبل الانفجار تفكيك صواريخ من منشأة لحزب الله كانت قد استُهدفت سابقاً. وقد يكون الانفجار وقع خلال محاولة نقل صواريخ من راجمة». وللتذكير، فالانفجار ليس الأول من نوعه في المنطقة نفسها.

 

ففي 16 نيسان الماضي، استشهد عسكري في مهمة مماثلة في وادي العزية. وفي 20 نيسان الماضي، استشهد أربعة عسكريين بينهم ملازم، جراء انفجار خلال نقل صواريخ من منشأة إلى حقل تفجير. وخلصت التحقيقات في حادثة بريقع إلى وجود خطأ بشري. ثقل خسارة الدماء في انفجار زبقين الثاني، تزامن مع تحريض محلي وخارجي على سلاح المقاومة ومحاولة دق إسفين بين المقاومة وبيئتها من جهة والجيش من جهة أخرى.

 

فانطلقت حملات استثمار لدماء العسكريين الشهداء حتى قبل تشييعهم في بلداتهم من الجنوب إلى بعلبك مروراً بالضاحية الجنوبية. في المقابل، تريّثت مصادر عسكرية معنية بحسم سبب الانفجار بانتظار انتهاء التحقيقات. وعلمت «الأخبار» أن قائد الجيش رودولف هيكل عاد أمس إلى لبنان من مهمة خارجية. فيما تولّى وفد رفيع من قيادة الجيش تقديم التعازي إلى قيادة اللواء الخامس في البياضة وتفقّد موقع الانفجار في وادي حسن.

 

وكانت لافتة زيارة وزير العدل عادل نصار إلى الجنوب للمرة الأولى وأراد الوصول إلى مكان الانفجار، لكن تعذّر ذلك بسبب وعورة الوادي، فاستعاض عنها بزيارة تعزية وتضامن إلى ثكنة الجيش في البياضة. وكما في كل مهمة عسكرية في جنوبيّ الليطاني، توجّهت الأنظار إلى دور قوات الطوارئ الدولية «اليونيفل» في الانفجار، سيما أن دورية منها كانت ترافق الجيش، لكنها توقفت على بعد مئات الأمتار، كما جرت العادة في مهمات مماثلة.

 

وهي تكتفي بالمراقبة من بعد. وبحسب مصادر مواكبة، فإن المهمة على غرار مهمات الكشف والتفكيك تستند إلى إحداثيات تقدّمها لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار. وتلك الإحداثيات تكون عادة نتائج «داتا» وطلبات يرسلها العدو الإسرائيلي إلى قوات «اليونيفل» للتثبّت منها عبر دورياتها الميدانية أو راداراتها، قبل أن تتم إحالتها إلى اللجنة العسكرية الأميركية التي تترأّس لجنة الإشراف.

 

وقد سارعت «اليونيفل» إلى إصدار بيان تعزية بالعسكريين الشهداء. لكنّ الانفجار زاد من نقمة الناس على «اليونيفل»، التي يتعمّد جنودها دفع جنود الجيش إلى المهمات الصعبة. كما أن الريبة تزداد بسبب تزامن الانفجار مع اقتراب موعد جلسة مجلس الأمن الدولي لدرس طلب لبنان التجديد للقوات الدولية لولاية جديدة. ولفتت مصادر مواكبة إلى أن قرار التجديد «سوف يحمل نبرة تصعيدية وعالية اللهجة ضد من يعترض على تنفيذ القرار 1701 ونزع سلاح حزب الله»، لافتة إلى منح «اليونيفل» صلاحيات جديدة «قد تكون نسخة مموّهة عن الفصل السابع الذي يعطي صلاحية نزع السلاح بالقوة».