Site icon IMLebanon

عودة سيّد نفسه

 

منذ زمن مديد لم نعد نسمع عن «سيد نفسه». أمس عاد «السيد نفسه» إلى الظهور في مناسبة اشتباك كلامي بين رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية اتّخذ أبعاداً وطنية وسيادية تحسب لسيّد «سيّد نفسه»، وتشطب من تاريخ الرضوخ للشروط والإملاءات الأجنبية.

وفي تفاصيل المناسبة التي استدعت وضع النقاط على الحروف أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أبلغ النواب أن»صندوق النقد الدولي تعهّد بعد إنجاز اتفاق الحكومة معه أن يسدّد العجز وإلّا ذاهبون إلى التضخم». عند هذه النقطة اشرأبّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورمى الحرم في وجه ميقاتي بصريح القول: «عم تغلط، يشطب من المحضر، انا والمجلس النيابي لا نخضع لا لصندوق النقد ولا لغيره، والمجلس سيّد نفسه وهناك سيادة في مجلسنا»…

شطب كلام رئيس الحكومة من محضر نقاش موازنته، وليس في ذلك مشكلة، إذ إن العلاقة بين الرئيسين لا يطالها الردى ولا تؤثر في مكانتها تعليقات المعلقين، فالمهم في كل ذلك هو أن السيد نفسه استعاد المبادرة من باب الصندوق وجدّد ولايته الشرعية سيّداً لا تفوق سلطته سلطة ولا تؤثر في قراره جهة من خارج السيادة.

وهذا ما يهم السامعين من عوام الشعب اللبناني. فسيد نفسه قبل أن ينخرط في مواجهة المؤسسات المالية الدولية لإثبات جدارته واستقلاليته، سيحتاج إلى إثبات فضائله في مسألة أبسط من ذلك بكثير، وأهم من مواجهاته مع طواحين دون كيشوت المنتشرة من تايوان إلى واشنطن مروراً بالنووي، وهذه المسألة هي تحديداً الالتزام بالدستور والذهاب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 31 تشرين الأول، ولو اقتضى ذلك فتح قاعة المجلس ليلاً نهاراً لحسم أهم محطة تأسيسية في حياة البلد السياسية.

عندما يقوم المجلس النيابي بمهمته هذه سنرحب جميعاً بعودة سيد نفسه إلى نفسه…، وإلا سيصبح هذا التعبير نكتة قديمة!