Site icon IMLebanon

لبنان يبقى خارج السياق في المنطقة؟

 

 

 

تكاثرت المواقف الاميركية والاسرائيلية الداعية لانضمام سوريا ولبنان الى اتفاق سلام مع اسرائيل، وكان آخرها ما قاله الموفد الاميركي توم براك، بعد زيارته لبنان بايام معدودة، ومقابلته الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، بأن «السلام مع اسرائيل ضروري لسوريا ولبنان»، ما اعطى انطباعاً بأن الادارة الاميركية تسوِّق لهذا الطرح، وتسعى من خلال تحركها المتواصل، وتبدل موازين القوى لصالحها مع اسرائيل، بعد انهيار حلف الممانعة، بضرب البنية العسكرية والسياسية لحزب الله، وسقوط نظام بشارالاسد في سوريا، وتدخلها المباشر في الحرب الاسرائيلية ضد ايران، وتدميرها للمفاعلات ومواقع تخصيب اليورانيوم، تكثيف الضغوط، وربط الحلول ووعود المساعدات المالية والاقتصادية، بازالة كل ما يعترض تحقيق السلام ولو بالتقدم خطوة اولى في هذا المسار المهم، الذي يشكل احد الاهداف السياسية المهمة، لادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في منطقة الشرق الاوسط.

 

ينفي المسؤولون على اختلافهم، ان يكون براك او غيره من الموفدين الاميركيين قبله، مورغان اورتيغيز او اموس هوكشتاين، قد اثاروا موضوع عقد اتفاقية سلام بين لبنان واسرائيل، وأن كل الاحاديث والنقاشات تمحورت على انهاء الاحتلال الاسرائيلي لمناطق استراتيجية بالجنوب ونزع سلاح حزب الله، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية نهائيا على لبنان، وحل مشاكل الحدود واطلاق اسرى حزب الله لدى اسرائيل، بينما بدا لافتاً اهتمام الادارة الاميركية بترسيم الحدور بين لبنان وسوريا وحل المشاكل الحدودية بين البلدين.

 

لا يعني نفي المسؤولين اللبنانيين، تلقيهم اي طلب اميركي لانضمام لبنان الى اتفاقيات السلام مع اسرائيل، بعدم وجود اشارات وايحاءات من الموفد الاميركي براك اوغيره، ليكون لبنان على بينة مما يرسم للمنطقة عموما في المرحلة المقبلة، بينما بدا لافتا في موقفه الاخير ضم لبنان وسوريا مع بعضهما البعض للانضمام للسلام مع اسرائيل، وهو ما يُفهم منه بربط مسار البلدين مع بعضهما البعض للسلام مع اسرائيل .

 

وفي حين تصدر مواقف في وسائل الاعلام، عن اتصالات غير مباشرة وبالواسطة بين الادارة السورية الجديدة مع مسؤولين اسرائيليين من وقت لاخر، بخصوص مسار السلام، يبدو لبنان ليس جاهزاً بعد والارضية غير مهيئة للخوض في هذا الموضوع ،وقد يبقى خارج السياق مؤقتاً لحين انضاج الحلول النهائية للحرب في غزّة وما قد يرسم للقضية الفلسطينية.