Site icon IMLebanon

“الخطة ب” ضد روسيا

بدأت الولايات المتحدة ردها على قلب روسيا التوازن العسكري في سوريا الذي ترسخ باستعادة الجيش السوري تدمر والقريتين، وما الهجوم الذي بدأته “جبهة النصرة” وفصائل اسلامية “معتدلة” على ريف حلب الجنوبي سوى البداية لعكس المسار الذي بدأ مع التدخل الجوي الروسي في 30 أيلول.

ومن الواضح ان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بسحب الجزء الاساسي من القوات الروسية في سوريا، لم يقنع واشنطن بأن موسكو خففت تأثيرها العسكري على مجريات الحرب في هذا البلد، ذلك أن استعادة تدمر أثبتت أنه لا يزال في امكان روسيا ان تشكل دعامة أساسية للجيش السوري وأن الحديث عن اعتزام الدولة السورية المضي من تدمر الى دير الزور أو الرقة، جعل أميركا تسارع الى وضع ما أطلق عليه وزير خارجيتها جون كيري “الخطة ب” موضع التنفيذ. وهذا ما كشفته صحيفة “الوول ستريت جورنال” الاسبوع الماضي نقلاً عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إي” تحدثوا عن تدريب الوكالة مقاتلين من المعارضة السورية وتجهيزهم بأسلحة متطورة بهدف البدء بمرحلة جديدة من القتال ضد النظام السوري في حال انتهاك التهدئة المتفق عليها مع روسيا وانهيار مفاوضات السلام.

لكن ما فات الصحيفة أن “الخطة ب” بدأت فعلاً منذ دخول الجيش السوري تدمر وايجاده واقعاً ميدانياً مختلفاً لا يتماشى مع ما تطرحه الولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا وجزء من المعارضة السورية كحد أدنى للعملية السياسية الجارية في جنيف ألا وهو تأليف هيئة حكم انتقالي في سوريا ذات صلاحيات كاملة من دون الرئيس بشار الاسد.

إن استمرار الواقع الميداني السوري على النحو الذي كان سائداً بعد تحرير تدمر كان من شأنه ان يجعل مطلب رحيل الاسد ضربا من الوهم السياسي الذي لا يجد أرضية واقعية يستند إليها، لذا كان لا بد للرئيس الاميركي باراك أوباما الذي يستعد للقاء زعماء مجلس التعاون الخليجي في الرياض الاسبوع المقبل، أن يحمل معه واقعاً مختلفاً في الميدان السوري وان يكرر التشديد أمام زعماء الخليج أن لا مكان للاسد في مستقبل سوريا.

هذا يفسر كثيراً من مجريات الميدان السوري اليوم الذي يشهد مرحلة من التصعيد العسكري للمعارضة المسلحة بقيادة “جبهة النصرة” التي قد تضطر أميركا من باب الواقعية السياسية الى إسقاطها في المرحلة المقبلة من قائمة التنظيمات الارهابية كي يسهل التعامل معها.

قال أوباما قبل أيام في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية إن ليبيا كانت أسوأ خيار في سياسته الخارجية بسبب الفوضى التي تلت سقوط معمر القذافي. ماذا سيقول أوباما عن سوريا لاحقاً؟