Site icon IMLebanon

«الخماسية» أمام محاولة حاسمة وإلّا…

 

 

تستعد اللجنة الخماسية لإعادة تفعيل دورها في الملف الرئاسي، وهي بدأت بإجراء «تمارين التحمية» عبر سفرائها في لبنان، تمهيداً للنقلة التالية التي ستحدّدها المشاورات التمهيدية.

لعلّ اللافت في خضم استعدادات «الخماسية» لاستئناف مهمّتها هو اللقاء الذي عُقد بين السفير السعودي وليد البخاري والسفير الإيراني مجتبى أماني في مقر السفارة السعودية في بيروت، وذلك بالترافق مع تحضير سفرائها لجولة «جسّ النبض» على عدد من الأطراف.

والأرجح انّ لقاء البخاري – أماني أتى في سياق السعي السعودي الى تمهيد الأرض أمام التحرّك المقبل لـ«الخماسية» وتأمين الحدّ الممكن من فرص نجاحه في تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية.

 

َوليس خافياً انّ الرياض وشركاءها في «الخماسية» يفترضون انّ بإمكان طهران المساعدة في إتمام الاستحقاق الرئاسي من خلال التدخّل لدى «حزب الله» والضغط عليه لتسهيل الانتخاب، عبر إقناعه بالتجاوب مع المبادرات الرامية الى التوافق على رئيس مشتق من نسيج الخيار الثالث، وبالتالي التخلّي عن دعمه لسليمان فرنجية.

 

ومن البديهي وضع الاجتماع بين البخاري ونظيره الإيراني في سياق هذا الخط العريض، بمعزل عن فحوى التفاصيل التي تبقى ملك الرجلين والحقيبة الدبلوماسية لكل منهما.

 

لكن التجارب تُبيّن انّ العلاقة بين إيران وحليفها اللبناني ليست على هذا النحو المبسط والاختزالي، وانّ القرار في الشأن الرئاسي يعود بالدرجة الأولى إلى الحزب، كونه الأدرى بشعاب مكة، من دون أن يعني ذلك أنّه لا يأخذ في الاعتبار الأبعاد والمفاعيل الإقليمية لموقفه.

واياً يكن الأمر، فإنّ الصورة التي جمعت السفيرين السعودي والايراني تُظهر انّه، وعلى رغم كل ما تمرّ فيه المنطقة حالياً من مواجهات، لا تزال دينامية المصالحة بين الرياض وطهران سارية المفعول ولو بزخم متفاوت، وبالتالي فإنّ بعض اللبنانيين الذين يبالغون في رفع السقف ويراهنون على تحولات خارجية، يجب أن يعودوا الى الواقع ويتعاملوا معه، بعيداً من عواطفهم السياسية.

 

وتؤكّد اوساط داخلية على صلة بسفراء اللجنة الخماسية، انّ تحركها المتجدّد يكتسب جدّية كاملة، وانّها ستلقي بكل ثقلها لإيجاد كوة في جدار الأزمة الرئاسية، لأنّ الوضع في الجنوب بات على كف عفريت، وهي تعتبر انّه من المهم التحوّط لهذا الوضع ومساراته المستقبلية بانتخاب رئيس يكون جاهزاً لاحتمالي التسوية والحرب.

 

وتلفت الأوساط، الى انّ المحاولة الجديدة لـ«الخماسية» ستكون حاسمة ومفصلية، واذا لم تنجح في إنتاج تفاهم على اختيار رئيس الجمهورية، فإنّ ذلك يعني انّ الشغور في بعبدا سيمتد لوقت إضافي وطويل.

 

وتلاحظ الاوساط، انّ مكونات «الخماسية» تبدو هذه المرّة على درجة عالية من التنسيق وتوزيع الادوار في ما بينها، كلٌ حسب نفوذه وتأثيره، الأمر الذي من شأنه ان يمنح حراكها العائد قوة دفع، بعدما كانت تفرّقها احياناً الحسابات او المصالح المتباينة.

 

الّا انّ لدى المتشائمين مقاربة مغايرة، ومن ضمن هؤلاء، شخصية نيابية تعتبر انّ تفعيل مهمّة «الخماسية» لن يفضي الى اي نتيجة ايجابية، ولن يسفر عن ولادة الرئيس، مشيرةً الى انّه من الصعب إنجاز عملية الانتخاب قبل انتهاء حرب غزة التي لا يبدو أنّها يمكن ان تتوقف قريباً.

 

وتضيف الشخصية: وفق المؤشرات الحالية، اظن انّه قد تنتهي ولاية المجلس النيابي الحالي من دون أن تتمّ ولادة رئيس الجمهورية.