IMLebanon

الرئاسة الى المربع الأول.. والخيارات مفتوحة مع ضوابط؟!  

تتجه الأنظار الى ما ستكون عليه تطورات الأيام القليلة المقبلة الفاصلة عن الموعد المحدد لانتخاب رئيس للجمهورية في الثامن والعشرين من الجاري.. وذلك على الرغم من ان الافرقاء في غالبيتهم الساحقة، حسموا خياراتهم وقرروا المضي في هذه الخيارات التي لم تأتِ بجديد يذكر..

من قبل ان يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت، وفي جعبته الكثير، حسمت كتلة »المستقبل« التي اجتمعت أول من أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أمرها، ووضعت حداً »لأكاذيب وأضاليل متعلقة بوعود مزعومة ولقاءات متخيلة لم تحدث، لن تغير شيئاً في الحقائق والوقائع..« اعتبرت »ان مبادرة الرئيس سعد الحريري المتمثلة بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مستمرة وقائمة..«.

وفي المقابل، أكدت كتلة »التغيير والاصلاح« التي اجتمعت في الرابية برئاسة العماد ميشال عون (أول من أمس أيضاً) ان »موقفنا من انتخابات رئاسة الجمهورية، وسائر القضايا الوطنية غير مرتبط بأي موضوع (؟!).. ولا يظن أحد ان رئاسة الجمهورية تخص ميشال عون او المسيحيين، بل هي تخص بالدرجة الأولى كل لبنان وفكرة لبنان التي بني عليها..« لتخلص الى القول مشددة على ان »تحركنا لا عودة عنه..«.

كل الآمال التي بنيت على سيناريوات الأيام السابقة على الاجتماعين ذهبت ادراج الرياح.. وليس من المعقول ان يكون موقف »المستقبل« غير منسق مع الرئيس الحريري وبموافقته، ما يقطع الطريق على ما تردد من معلومات عن تأييد الحريري للجنرال عون.

والرئيس نبيه بري، على رأس كتلة »التنمية والتحرير«، يلتزم الصمت ازاء ما يجري، ويكتفي بتسريبات يتولاها اعلاميون، تتراوح بين »ان عون مش قاتللي بيي« لكنه لا يخفي انحيازه لرئيس »تيار المردة« النائب سليمان فرنجية وقد قالها بوضوح »اذا خيرت بين ميشال عون وسليمان فرنجية فأنا  انتخب فرنجية من دون تردد، ولدي أسبابي..«..

الواضح الى الآن، ان إفصاح كتلة »المستقبل« عن موقفها، وفر لبري فرصة إضافية لتعزيز علاقته مع الرئيس الحريري، وهو الذي لم يكتم حرجه إن وافق الحريري على دعم جنرال الرابية. ليعلنها بوضوح أنه سيكون أمام خيارين: ورقة بيضاء او الانسحاب من الجلسة..«؟! هذا في وقت كان الاعلام العوني يرى ان الأيام القليلة المقبلة لن تكون كسابقاتها.. والاسبوع الطالع ممكن ان يكون حاسماً، ولا بد من ان ينطلق مع عودة الرئيس الحريري الى بيروت..«.

كان البعض يراهن على تحول نوعي في »الحوار الثنائي« بين »المستقبل« و»حزب الله«،ويتطلع الى احتمال ان تكون جلسة الحوار الأخيرة خلاف سابقاتها، وتعطي اشارة خضراء بصعود الدخان الابيض للانطلاق بحل أزمة الشغور الرئاسي التي تجاوزت الحد، وبات عديدون يرون ان استمرارها بداية لانحلال الجمهورية، وهي رهينة حسابات ومصالح دولية واقليمية، أكثر مما هي داخلية؟!.

لوقت غير بعيد، كان رئيس »القوات اللبنانية« سمير جعجع يخطط لحراك سياسي على خط وضع حد لأزمة الشغور الرئاسي، يكون منطلقه »التوافق على انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية..« لكنه اصطدم بمواقف »المستقبل« التي رأت ان انتخاب عون هو »دمار للجمهورية وليس انقاذاً لها..« كما كان صرح وأعلن ذلك.. ما دفع عديدين الى الاستنتاج مع نأي »حزب الله« بنفسه عن دور مؤثر وفعال، الى التأكيد ان مسألة الاستحقاق الرئاسي عادت الى المربع الأول، والى نقطة بداياتها، ولا بد من التفتيش عن خيارات بديلة.. هذا مع الاشارة الى ان البعض ينقل عن النائب فرنجية أنه ماض قدماً في ترشيحه، وهو يراهن على أنه سيكسب هذا الرهان عاجلاً أم آجلاً، خصوصاً وأن خطوط التواصل بينه وبين »حزب الله« ماتزال سالكة على خطين والحزب بات يلعب على الكلمات »واعداً ان الاتفاق على عون رئيساً سيقابل بأحسن منه..«؟! مع الاشارة الى ما نقل عن قياديين في الحزب زاروا بنشعي في الأيام الماضية وأبلغوا فرنجية »رسالة مفادها أن حظوظه الرئاسية جيدة ومتقدمة وعليه التحلي بالصبر وطول الاناة وانتظار بعض الوقت لإنضاج الطبخة الرئاسية وعدم حرقها على نار الاستعجال..«.

الواضح الى الآن، ان عملية اعادة خلط الاوراق لم تستقم بعد.. وتطور الأوضاع الاقليمية – وتحديداً في سوريا، وتداعياتها البارزة في الواقع اللبناني تأخذ من اهتمامات الغالبية الساحقة من الافرقاء اللبنانيين.. وتأسيساً على هذا، فإن حلفاء »التيار الحر« باتوا على قناعة من ان الرد على عدم انتخاب العماد عون في جلسة 28 الجاري، يجب ان لا يكون سبباً او دافعاً لتحريك الشارع، ولو كان ذلك تحت شعار »استعادة حقوق المسيحيين« فالوقت غير مناسب، والظروف الاقليمية والداخلية غير مناسبة.. و»التيار الحر« ليس بحاجة الى مثل ذلك لاثبات شعبيته وتحريك الشارع واقفال الطرق والمضي في سياسة تعطيل الحياة السياسية« ابتداءً من الحوار وانتهاء بالحكومة؟! خصوصاً وان عديدين، ومن بينهم الرئيس بري، لم يخفوا استغرابهم المعركة التي يخوضها »التيار« باسم »الميثاقية«؟!