Site icon IMLebanon

معركة أم راية إستسلام!

 

سنة مرّت على الشغور في رئاسة الجمهورية ولا يبدو أنّ من يختطفون هذا الاستحقاق قرروا الإفراج عنه، وربما يرى محور الممانعة أن ما كان مستحيلاً قبل «طوفان الأقصى» قد يصبح سهل التحقيق بعده لجهة الإتيان برئيس يدور في فلك هذا المحور.

 

مهما حدث في معركة «طوفان الأقصى» فإنّ المحور سيعتبر ذلك انتصاراً وبالتالي سيسعى لتوظيف هذا الإنتصار في السياسات المحلية ومنها السياسات في لبنان، وفي أولوياتها انتخاب رئيس موالٍ لهم والمرشح في هذا الإطار موجود وهو رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية.

 

هذا المحور يعتقد أنّه في أعقاب الإنتصار الآتي لن يكون بمقدور القوى التي كانت تواجهه محلياً أن تستمر في مواجهتها، لا سيما وأنّ «حزب الله» دفع في المعركة العسكرية عدداً كبيراً من الشهداء وهو لن يقبل بأن يفرط بهم في معركةٍ سياسيةٍ في لبنان تحول دون تحقيق ما يطالب به «حزب الله» منذ سنة وحتى الآن، كما أنّ هذا المحور قد أسقط من حساباته في شكل تام الكثير من الجهود الدولية والإقليمية التي كانت تعمل في هذا الإطار وفي مقدمها الجهود الفرنسية، إذ إنّ بعض المعلومات تقول إن تحرك الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أصبح مرفوضاً في شكل تام من قبل «الحزب» وحلفائه، والسؤال الذي يطرح هنا أيضاً هو: هل أنّ المبادرة القطرية لا تزال مقبولةً وقابلةً للتنفيذ كونها تقوم على تسويق المرشح الثالث؟

 

كل ذلك يشير إلى أنّه بعد «طوفان الأقصى» ستكون المواجهة السياسية في الداخل أقسى وأشرس، فالممانعون يعتبرون حالياً أنهم استطاعوا أن يكسبوا إلى جانبهم جراء هذه الحرب الحزب «التقدمي الاشتراكي» ويحاولون إبقاءه إلى جانبهم في المعركة السياسية وسيكون الجهد منصباً على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، كي يعود رئاسياً إلى الخط الممانع تحت عنوان أنّ الساحة الداخلية تحتاج إلى تحصين في مواجهة ردات الفعل الإسرائيلية الناجمة عن الهزيمة المرتقبة.

 

وفي كل الحالات فإنّ ما كان قبل «طوفان الأقصى» هو كما بعده لجهة إما رئيس ممانع وإما الشغور، مع تغييرٍ واحدٍ فقط لجهة أنّ قدرة المحور على الضغط أصبحت أكبر مما كانت عليه من قبل، ولذلك يفترض بالمناهضين لهذا المحور أن يعيدوا تنظيم صفوفهم وأن يدركوا أنّ المواجهة المقبلة لن تكون بسهولة المواجهة التي حصلت قبل «طوفان الأقصى»، رغم أن المؤشرات في هذا الإطار لا تدل على توجه في هذا السياق باعتبار أنّ هذه القوى وأمام هول ما يحدث في غزة وما يمكن أن يحدث في لبنان بقوا يتحركون في شكل غير منظمٍ وغير فاعلٍ وتحت مظلة الخوف فامتنعوا حتى عن القيام بحملةٍ لتجنيب لبنان الحرب، فهل سيخوضون الحرب السياسية لمنع أيصال مرشحٍ ممانعٍ إلى قصر بعبدا؟ أم أنّ راية الإستسلام تلوح؟