كانت لافتة خطوة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، بعد زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون للامارات، باعطاء الاوامر للسماح للمواطنين الاماراتيين بالسفر إلى لبنان من جديد، بعد منعهم او تحذيرهم، لسنوات طويلة نسبياً، إما لتدهور الاوضاع الامنية، أو لتردي العلاقات بين البلدين في المرحلة السابقة.
تؤشر الخطوة عملياً، الى بداية مرحلة جديدة لاعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين الى زخمها السابق، بعد الانتكاسة التي مرت بها خلال السنوات الماضية، جراء سياسة عهد الرئيس السابق ميشال عون ووزير خارجيته جبران باسيل مع حزب الله، ضم لبنان قسراً، الى تحالف ايران ونظام بشار الاسد الساقط، بمعاداة دول الخليج العربي والتغاضي عن الاساءة اليها وحتى استهدافها في بعض الاحيان من لبنان، وشكل ترجمة عملية لسياسة الامارات بدعم لبنان في مسيرة اعادة التعافي والنهوض، بعدالحرب والاعتداءات الاسرائيلية والاحداث الامنية التي تعرض لها في السنوات الماضية، ومد يد العون والمساعدة، كما كانت الامارات على الدوام.
كسر قرار رئيس دولة الامارات العربية بالسماح للمواطنين الاماراتيين بالسفر الى للبنان، حاجز عدم الثقة والتحفظ، الذي ساد العلاقات الثنائية بين البلدين، منذ العام ٢٠١١، في ذروة الصراع الايراني العربي، ومواجهة مشروع الفتنة المذهبية الايراني في المنطقة العربية، وفتح الابواب مشرعة امام باقي الدول الخليجية والعربية، لخطوات مماثلة، لتجاوز سلبيات سياسة العهد والسلطة السابقة، والتاسيس لمرحلة اعادة حرارة العلاقات المترجرجة، بين هذه الدول ولبنان الى طبيعتها.
خطوة دولة الامارات تجاه لبنان، تعبّر بوضوح عن الرغبة القوية في اعادة العلاقات بين البلدين، كما كانت في السابق، وهذا مايتطلب من المسؤولين اللبنانيين بالمقابل، اتخاذ كل الاجراءات المطلوبة، لترسيخ الثقة، وتوفير الاجواء الامنية والتدابير اللازمة، لتشجيع باقي دول الخليج العربي للانفتاح على لبنان من جديد واعادة العلاقات معه الى طبيعتها، وهذا بالطبع سيؤدي الى الفائدة المشتركة، وانتعاش الاوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان.
