ما زال الاهتمام الدولي منصبّاً على مساعدة لبنان في معالجة ازمة النزوح السوري، لا سيما في المجال المالي وتنفيذ برامج الاستيعاب والمساعدة. وهذا الموضوع سيطرح مجدّداً أمام «القمّة الإنسانيّة العالميّة» المزمع عقدها في اسطنبول في 23 و24 من شهر ايار الجاري. وسيشارك في هذه القمّة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على رأس وفد وزاري، يضمّ كلا من وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير التربية الياس بو صعب، وقد ينضم إليهما وزير ثالث.
ولهذه الغاية، ترأس سلام، أمس، في السرايا اجتماعاً تحضيرياً للقمة حضره درباس، وعن الدول المانحة: سفيرا ألمانيا مارتن هوت، وبريطانيا هوغو شورتر، والقائم بأعمال السفارة الكويتيّة محمد سعود الوقيان، والقائم بأعمال سفارة النروج إينار نالوكسان، كما حضر الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة للتنمية ونائب المنسق الخاص في لبنان فيليب لازاريني.
وعلمت «السفير» أنّ السفير الالماني سلّم سلام، خلال الاجتماع، رسالة من وزير خارجية المانيا يبلغه فيها أنّ برلين قرّرت مضاعفة مساعداتها المالية التي تقررت للبنان في مؤتمر لندن، وان البحث تناول كيفية صرف هذه المساعدات.
وتبلّغ السفراء أنّ لبنان بصدد التحضير لورقة عمل تتضمن المشاريع والخطط والبرامج التفصيلية وتلك البعيدة المدى التي يحتاجها للنهوض بأعباء النازحين، على أن تكون هذه الورقة جاهزة خلال أسبوع تقريباً لعرضها على قمة اسطنبول، حيث سيُصار على ضوئها الاتّفاق على آلية صرف المساعدات.
واطّلع المجتمعون من سلام على الآليات الممكن تطبيقها في استعمال المساعدات والهبات، وتم الاتفاق على ضرورة التنسيق من اجل الوصول الى اقصى حد ممكن من الفعالية وأفضل النتائج.
وبحثوا أيضاً سُبُل التوافق والتناغم بين عمل الفرقاء للوصول الى تضافر الجهود والاستفادة القصوى من المساعدات والهبات، خصوصاً المخصّصة للتربية ومشاريع البنى التحتية الانمائية، التي كان لبنان قد قدّمها في إطار مؤتمر لندن الذي انعقد في الرابع من شهر شباط الماضي.
واوضح سفيرا المانيا وبريطانيا أنّ الهبات التي أقرّتها حكومتاهما لمساعدة لبنان هي 340 مليون دولار اميركي من المانيا، و165 مليون دولار اميركي من بريطانيا، كما أعلن القائم بأعمال سفارة الكويت عن منح بلاده مبلغ 300 مليون دولار اميركي.
وإذ أكّدت القائمة بأعمال سفارة النروج أنّ بلادها ستمنح مبلغ 41 مليون دولار أميركي، أشار الممثل المقيم للأمم المتحدة إلى أنّ أكثر من مليار دولار اميركي من الالتزامات قد اقرت للبنان، على أن تصرف العام المقبل.
وقرّر المجتمعون متابعة البحث في المقاربات الخاصة بمجابهة احتياجات المجتمعات المضيفة اللبنانية والمواضيع المتعلقة بالنازحين السوريين، خلال القمة الانسانية التي ستعقد في اسطنبول اواخر الشهر الجاري.
