Site icon IMLebanon

بنود التسوية: عودة النازحين السوريين

 

تتصاعد وتيرة تداعيات النزوح السوري الى لبنان منذ حوالى ستة اعوام على كافة الاصعدة الامنية والاقتصادية وصولا الى التباين الواضح لكيفية عودتهم الى بلادهم في اقرب وقت، وما كان ظاهراًَ خلال الايام الماضية ومتسارعاً وملحوظاًَ سلسلة من الاشارات الرسمية اللبنانية من اعلى الهرم وصولاً الى احصاءات دقيقة ومؤكدة عن مدى الضرر الذي أحدثه هذا النزوح بوجه خاص على الاقتصاد اللبناني ومسألة اليد العاملة اللبنانية والبطالة التي شارفت على ظهور فقر مدقع داخل المجتمع اللبناني من ذوي الدخل المحدود، ويضاف الى هذه الاسباب الموجبة التأثير الامني المتنامي لعناصر ارهابية ما  زالت داخل مخيمات النازحين على كافة الاراضي اللبنانية بحيث لا يمر يوم الا وتعتقل وتداهم الاجهزة الامنية اماكن تواجد عناصر داعشية.

وتشرح اوساط امنية عن «وجع الرأس» الذي يصيب اللبنانيين جراء خوفهم على ابواب اعياد الميلاد ورأس السنة وامكانية حدوث عمل ارهابي يطال التجمعات داخل اماكن التسوق والكنائس او الجوامع لتقول: ان الامن ممسوك بنسبة تعسين بالماية وتبقى النسبة المتبقية عرضة للاختراقات التي لا يستطيع احد توقعها وحتى داخل اعتى الدول المجهزة امنيا لمكافحة الارهاب، الا ان الاهم في موضوع النازحين ما تكشفه اوساط وزارية عن وجود توجه جديد لدى القيادات الرسمية في لبنان تجاه عودة النازحين الى بلادهم بالتوازي مع تقدم محادثات السلام القائمة في جنيف حول سوريا وتقول التالي:

اولاً: ان التسوية الجديدة التي يعمل عليها رئيس الجمهورية من خلال المشاورات المكثفة مع جميع الفئات يندرج في مضمونها او احد بنودها مسألة عودة النازحين السوريين الى موطنهم، وهذا الامر متوافق عليه على وجه الخصوص بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري حيث تبين لهذه الاوساط ان رئيس الحكومة يبدي من جهته مرونة واضحة حيال هذا الملف الشائك بعد ان كان يتم التعاطي معه بالاخذ والرد، الا ان هذه الاوساط تؤكد ان الموقف الآن مغاير لاعتبارات عدة محلية واقليمية ومترابط مع دحر الارهابيين في سوريا، والرئيس نبيه بري له موقف ايجابي في هذا الصدد وهذا امر طبيعي نظراً لموقفه الثابت منذ بداية وصول السوريين الى لبنان.

وتشير هذه الاوساط الى ان الحريري وبعد عودته من السعودية وعلى خلفية التسوية التي يتم العمل عليها اتضحت لديه الصورة بشكل واسع داخلياً وخارجياً خصوصا لناحية التعامل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كشريك اساسي وحليف لن يتخلى عنه تيار المستقبل في اي وقت وبالتالي اصبح تأييد موقف رئيس البلاد من قضية  النازحين امراً واقعاً.

ثانياً: اعلان الدكتور سمير جعجع من القصر الجمهوري ان قضية عودة النازحين السوريين الى بلادهم يجب البدء بها بعد ان كان موقف القوات سابقاً متعارضاً مع هذه القناعات الجديدة حين كان يوجز بالتوالي ان القوات لا يمكنها الموافقة على اعادة السوريين ووضعهم في نيران النظام السوري.

ثالثاً: ان رئيس الحكومة يجري في اليومين الماضيين لقاءات مكثفة مع السفراء العرب والاجانب ومن بين المضامين اثارة الموضوع المتعلق بالنازحين والضرر اللاحق بلبنان الذي لم يعد يحتمل اجتماعياً واقتصادياً هذا الوجود الكثيف على اراضيه، وتتوقع هذه الاوساط نفسها ان يناقش هذا الموضوع بشكل نهائي ان من خلال بنود التسوية او جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد خلال الاسبوع القادم بحيث يحصل اجماع لبناني على هذا الملف تمهيداً لتنفيذه على الارض، وتشير الاوساط الى ان عمل الحريري في واقعة التريث لا تبدو حقيقية او تنفيذية بفعل الكلام الذي اطلقه منذ يومين حول ضرورة الخلاص من موازنة 2018 وتنفيذ اتفاقات روما وباريس وهذا يعني ان الحريري يتحدثى كرئيس فعلي للحكومة وليس متريثاً بل يمارس مهامه بالتمام والكامل وكأنه على علم مسبق بالنتائج النهائية للمشاورات التي جرت في القصر الجمهوري دون اي تعويل وان الحريري باق ويتمدد.

رابعاً: فيما سوريا تبدو مهيأة للتسوية الدولية هي في طبيعة الحال حاضرة لاستقبال مواطنيها وفق المعطيات الجديدة  خصوصاً ان ديبلوماسيين اجانب في بيروت باتوا في جو المصالحة السورية والتالي لا جدوى بعدما حصل في البوكمال السورية من بقاء النازحين السوريين في لبنان.