Site icon IMLebanon

الثنائية الشيعية لا تستعجل التأليف

دخلت البلاد مع عطلة نهاية الاسبوع وسفر رئيس «التيار الوطني الحر» وانشغال الرئيس المكلف سعد الحريري بورشة تنظيم البيت المستقبلي الداخلي، استراحة سياسية، على ان تعاود محركات التاليف اقلاعها مطلع الاسبوع وسط تضارب المعطيات عن الواقع الحقيقي لما وصلت اليه المفاوضات، رغم ان اكثر السيناريوهات تفاؤلا تتحدث عن اتفاق على 14 وزارة من اصل 24 فيما تبقى عشر رهن التجاذبات العالقة عند عقدتي المردة والقوات.

وبانتظار الوزير باسيل و«انتهاء الشيخ من مؤتمره الازرق»، يبدو ان لقاء بيت الوسط الذي جمع الرئيس المكلف بممثلي المردة لم يخرج باي جديد مع تأكيد الوفد الزغرتاوي على مواقفه السابقة ، والربط الحاصل بين تحرك مياومي شركة كهرباء لبنان والخلاف على تولي وزارة الطاقة، يمر الوقت المستقطع دون تحقيق اي انجاز سياسي مهم ،وسط تقارير عن بداية تآكل رصيد العهد عبرت عنه المؤشرات الاقتصادية، على وقع التهديد باعلان المعطلين بالاسماء.

واذا كان العناد المتبع قد يطيح بالتوزيعة وبأسماء الشخصيات المقترحة للتوزير بما يعني إعادة دوران عجلة المشاورات لأن الحصص المعتمدة قائمة على سلسلة مترابطة للحقائب ان حصلت فيها عقدة فإنها تستدعي إعادة الحسابات، ثمة من يرى في كل ما يجري «سلة» من القطب المخفية تعبر عنها مجموعة من المعطيات عددتها مصادر في 14 آذار ابرزها:

-رغم الاتصال الهاتفي الذي كشف عنه بين الرئيس العماد عون وامين عام حزب الله الاثنين الماضي وما تضمنه من وجدانيات وتأكيد على الثوابت، الا ان اوساط قيادية في الثامن من آذار تبدي حذرها من المسار العوني المتجدد الذي بدأ بمواقف لوزير الخارجية جبران باسيل استتبعت بخطاب القسم وكلمة رئيس الجمهورية للبنانيين بمناسبة الاستقلال والتي غابت عن جميعها مصطلحات وادبيات المقاومة وصولا الى التركيز على تحييد لبنان، ما قد يؤشر الى المعركة القادمة فيما خص البيان الوزاري.

-التحذيرات الدولية من التأخير في تشكيل الحكومة، وهو ما المح اليه اكثر من دبلوماسي عقب العملية النوعية التي نفذتها استخبارات الجيش وادت الى اعتقال امير داعش احمد يوسف امون، والتي جاءت لتكشف عن ضرورة الاسراع في اعادة العجلة لمؤسسات الدولة في ظل المتربصين شرا على الحدود.

-الخوف من الاندفاعة الدولية والخليجية خصوصا تجاه الرئيس المنتخب والمكلف، والعودة الخليجية المنتظرة بقوة الى الساحة ، الامر الذي سيعيق استثمار انتصار محور الممانعة ونجاحه في ايصال العماد عون الى قصر بعبدا سياسيا، رغم ان ثمة من يقول من هذا الفريق ان التسوية المبرمة بالواسطة بين طهران والرياض قامت على مبدأ لا غالب ولا مغلوب.

-ثقة الفريق «المعرقل» بعجز الرئيسين عون والحريري عن السير بحكومة امر واقع بمن حضر، رغم «دفع» القوات اللبنانية العلني في هذا الاتجاه.

-ضرورة تسديد العهد في اولى حكوماته القصيرة العمر والمحصورة مهامها بتسيير يوميات اللبنانيين والاشراف على الانتخابات النيابية، الفواتير السياسية وجوائز الترضية للكتل التي اغريت بحصص وزارية مقابل تصويتها لصالح الرئيس العماد ميشال عون.

-الاصرار على تحجيم القوات اللبنانية التي رأت في نفسها عرابة للعهد و«نفخت» حصتها الوزارية اكثر من حجمها السياسي.

-عدم استعجال الثنائية الشيعية تشكيل حكومة في الوقت الراهن ، بعكس رئاسة العهد وعرابيها القوات اللبنانية والمستقبل.

-اعتقاد البعض بوجود رغبة عند المعطلين بوضع البلاد امام واقع، رئيس جمهورية بلا حكومة، حكومة تصريف أعمال غير قادرة على الحكم واتخاذ القرارات، رئيس حكومة تصريف أعمال مقيّد بصلاحيات ضيقة جداً، رئيس مكلف غير قادر على تشكيل حكومة، ومجلس نيابي ممدّد له تنتهي ولايته دون اتفاق على قانون جديد.