Site icon IMLebanon

حارث سليمان لـ «اللواء»: المجتمعان العربي والدولي يستطيعان فعل الكثير

 

منذ أن حصلت قبل ايام عملية اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم، تُطرح الاسئلة حول مستقبل الخط الذي مثّله الراحل ومعه مجموعة متنوعة من «الرفاق» تداعوا فور الجريمة الى رص الصفوف واستجلاب الدعم من الداخل والخارج في وجه سلطة باتوا يرفضونها بالكامل.

وقد كان اللقاء السبت الماضي في حديقة سمير قصير وسط البلد هو التحرك الاول لهؤلاء بعد يومين على الاغتيال. والبيان الذي صيغ بدقة لـ«اللقاء الوطني لقوى من الثورة إدانة للإغتيال السياسي» والذي يمثل رأي نحو 33 مجموعة كما يشير الدكتور حارث سليمان الذي تلاه، لـ«اللواء»، مثل الخطوة الاولى قبل أخرى تمثلت بعريضة تحت عنوان «شرعة الإنقاذ الوطني» وجهت الى المجتمعين العربي والدولي تطالب بإجراءات سريعة وفورية وضرورية من أجل حماية الشعب اللبناني.

ولدى سليمان الكثير لكي يقوله حول طبيعة المساعدة التي يمكن للخارج تقديمها. وكان من الملاحظ ان الناشطين لا يصرون على مسألة التحقيق الدولي في الجريمة، «نحن لا ننتظر التحقيق ونعرف قاتل لقمان الذي كان يعلم تماما الى اين هو ذاهب. نحن لا نطلب حمايتنا بل نريد نجدة الشعب اللبناني

الذي يخضع لسلطة مجرمة وفاسدة».

 

لكن بماذا يستطيع هذا الخارج الضغط؟

يسارع سليمان الى التأكيد على هذه القدرة مع مراجعة برامج الدعم الدولية للبنان. ويطرح امثلة عدة ويثير مواضيع المساعدات عبر الآليات الدولية وطريقة التعامل مع لبنان عبر تقييم أداء وتقاعس اجهزة الدولة نسبة الى الدعم الذي تحصل عليه والممول من المكلفين في دول صديقة للبنان. ويقدم أمثلة مثل السلاح الذي يعطى الى الجيش والاجهزة الامنية والقضائية والقروض التي تقدم للبنان ومنها مثلا ذلك المتعلق بالبنك الدولي. «ببساطة، تستطيع هذه الدول تقديم الكثير والقول إنها ستوقف المساعدات اذا لم توضع الامور عند حدها».

«لن نسكت كما حصل مع قتل الحريري»

إنتقد البعض سليمان السبت الماضي بعد انتهائه من كلمته لأنه لم يوجه اتهاما صريحا لـ«حزب الله» بقتل سليم. لكنه يكرر بأنه خرج بما اتُفق عليه بين المجموعات «واذا كان للبعض اجندته الخاصة للقول بأكثر من ذلك فلا مشكلة وهذا رأيه لكننا كنا واضحين بإدانة الاغتيال السياسي».

هو يُذكّر بأن سليم حدد قبل اغتياله بأكثر من عام هوية قاتليه، ولا يتوقف كثيرا عند توقيت القتل والقول إن الراحل عاش طويلا في منطقة نفوذ قاتليه، ويسأل: هل نستطيع القول إن الذين قتلوا رفيق الحريري تحملوه منذ العام 1992 حتى العام 2005؟ إن مسألة التعايش مع الضحية سنوات ثم قتله تعد مكررة، إنه القتل السياسي لاجل المستقبل ولمحاولة منع تطورات وفرض تخوف ورهبة يعتقدون انها تمنع مستجدا او تطورا ما.

ويؤكد ان البيئة الشيعية كانت تحمل تحركا كبيرا «للانفلات من شرعة الحزب، وقد تعالت التساؤلات والازمات عبر اصوات شيعية تشكل منبرا للرأي تستطيع من خلاله ان تزيد من وضع «حزب الله» المأزوم بكل خياراته وتحالفاته وعلاقاته مع القوى على الساحة، كما ان اختناق البلد اقتصاديا يشمل ايضا الساحة الشيعية». ويتابع: الامر نفسه بالنسبة الى المحور الذي سُدت أفقه، ففي سوريا يسعى النظام الى تفاهم مع اسرائيل على حساب ايران وحزب الله الذي سيسأل عن كل ما فعله دفاعا عن (الرئيس السوري بشار) الاسد، كما ان الضربات العسكرية لم تتوقف هناك وبات واضحا فشل الخيار السوري، والامر مشابه في اليمن الذي جلب علينا سخط دول الخليج التي توقفت عن مساعدة لبنان..».

يرى سليمان ان الحراك على الساحة الشيعية لن يتوقف. «لقد خونوا (الصحافي) قاسم قصير الذي وجه انتقادات من موقع المتضامن والحريص وفرضوا الاعتذار عليه اكثر من مرة. إنه العقل الامني الذي يخشى تغيرا في المزاج الشيعي».

هو يعتبر ان بيئة الحزب تعاني من ضائقة. «الجهاد الزراعي لم يحل الازمة ولا مخازن النور وغيره تحل اوضاع اكثر من 15 الى 20 ألف عائلة شيعية من أصل 250 الفا. اموال الدعم التي تستنزف المصرف المركزي لا تذهب الى الفئات المهمشة. البلد في أزمة. الادوية تهرب الى مصر والجبنة الى الكويت وافريقيا، والمازوت والبنزين الى سوريا، ومؤخرا الطحين العراقي خزن بأسلوب عاطل لكي تختلط الكمية التالفة بالمسروقة ويتم بيعه لتحقيق اموال غير مشروعة.. ناهيك عن الصهاريج التي تخزن عند مسؤولي الامر الواقع ثم تهرب الى الخارج..».

لدى سليمان وغيره من قوى مخاصمة لـ«حزب الله» في الساحة الشيعية اصرارا على رفع الصوت، «كان المسعى هو لإرعاب المعارضين ولمحاولة اسكاتهم ولإشاعة نوع من الخوف في المحيط الذي يعملون به، لكن كما فشلت عملية اغتيال الحريري التي اعتقد مغتالوه ان تداعياتها سوف تقتصر على ايام الحداد قبل ان تؤدي الى ردة فعل عارمة من الشعب اللبناني، فإن المنحى نفسه سيظهر مع لقمان سليم ولن يسكت الناس، لا بل العكس فالقاتل يفقد صورته بعد ان كان لديه بعض التفوق الاخلاقي والعدة الاعلامية والسياسية لتشويه صورة المعارضين، وبات لقمان سليم أيقونة للحرية».