Site icon IMLebanon

حتى تكون معركة العماد عون مجدية..

في المرة الثانية، وحين فقد جحا حذاءه امام باب المسجد، لم ينفع صراخه، ذهب حافياً إلى البيت، ولا يزال حذاؤه مفقوداً إلى اليوم…

خطأ العماد عون في هذا التصعيد وفي موضوع قيادة الجيش تحديداً، وبصرف النظر عن موقفه المحق والقانوني في تعيين قائد جديد للجيش وعدم التمديد لأحد، خطأ العماد عون الذي تغاضى في السابق عمّا هو أهم بكثير، أي التمديد للمجلس النيابي، هو انه يخوض هذه المعركة في ظروف معنوية وعسكرية وأمنية بالغة الدقة والحساسية بما يجعل التداول والتصعيد العلني والإعلامي مسيئاً للجيش وضباطه وعناصره بكل المعاني وبصرف النظر عمن يتولى قيادته اليوم وعن عدم قانونية استمراره في القيادة.

وخطأ العماد عون الثاني في هذه القضية بالذات، ان العماد عون في حملته لصالح تعيين العميد شامل روكز في منصب قائد الجيش، إنما يسيء بالعمق إلى سمعة وكفاءة ومناقبية هذا الضابط الكبير الذي يبدو أبعد الناس اهتماماً وسعياً لهذا التعيين، والذي هو من القلائل الذين خدموا في الجيش وله على الجيش بأكثر مما للجيش عليه، والذي يستحق قيادة هذا الجيش بأكثر مما يرى فيه العماد عون نفسه، وحيث حريُّ ان يقال عن روكز ان عون هو والد زوجته ولا يصح فيه القول إنه “صهر الجنرال”.

ولكي تكون تلك الدعوة صادقة وناجعة يصبح لزاماً على العماد عون وكتلته النيابية ومن يرغب من حلفائه، الاستقالة بصورة فورية من المجلس النيابي الممدّد لنفسه، وأن يستنهض كل ما ومن يلزم من اللبنانيين للضغط في سبيل إجراء انتخابات نيابية فورية بالقانون الحالي، على ان تستمر الحكومة الحالية بأعمالها حتى انتخاب ذلك المجلس النيابي الجديد الذي تكون أولى مهماته انتخاب رئيس للجمهورية أيّا يكن وبالحضور الإلزامي لجميع النواب المنتخبين، ليصار بعدها إلى تكوين السلطة التنفيذية بحكومة جديدة تتولى إدارة البلاد والعباد.

تلك هي المعركة المجدية وذاك هو ميدانها، وما عدا ذلك من معارك فرعية وحملات إعلامية وتسويات ظرفية، ما هو إلا مضيعة للوقت وهدر للطاقات وإمعان في انهيار الدولة واهترائها وفسادها. وقد تكون هذه المعركة بالذات قدر العماد عون في إنقاذ البلد بدلاً من السعي إلى رئاسة تجعله رهينة تلك الطبقة السياسية نفسها. ومن أجل هذه المعركة قد يكون من مصلحة العماد عون التفرغ لها كرسالة وطنية فيصبح من المفيد عندها إسناد قيادة التيار الوطني الحر إلى العميد شامل روكز بعد تقاعده لما له من رمزية قيادية وشعبية، فيما تسند القيادة السياسية للكتلة الوزارية والنيابية إلى الوزير جبران باسيل، وكفى الله المؤمنين شر القتال…

(*) المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد