الكل يُجمع على ان الزج بلبنان في اَتون الحرب بين ايران واسرائيل على غرار ما حصل بعد عملية طوفان الاقصى مستبعد، لتبدل الظروف وموازين القوى السياسية واالعسكرية، وظهور عوامل جديدة تعزز هذا الاحتمال، ولكن بالرغم من ذلك هناك هواجس تقلق معظم اللبنانبين، من تكرار سيناريو توريط لبنان بهذه الحرب، وجرّهِ اليها جراً، بعد تصاعد وتيرة المواقف الداعية، لدعم ايران والوقوف الى جانبها، ووجود عوامل سلبية اخرى،يمكن ان تتحول الى اداة لتوريط لبنان فيها مرة جديدة، بمعزل عن موافقة الدولة هذه المرة ايضا.
ابرز العوامل المقلقة، وجود ذراع اساسي لايران في لبنان، يتحرك باوامر من طهران، كما حدث في اشعال حرب المساندة، وما أسفرت عنه خراب ودمار في كل لبنان، ومازالت تدعياتها المدمرة ماثلة للعيان في العديد من المناطق اللبنانية.
وهناك استمرار اسرائيل باحتلالها للمواقع الاستراتيجية جنوبا، ومواصلة اعتداءاتها على الداخل اللبناني وقصفها مواقع ومراكز حزبية، بشكل يومي واغتيالها لكوادره وعناصره، والخشية من ردات فعل غير محسوبة، تدفع الى الزج بلبنان بهذه الحرب الشرسة، رغماً عن ارادة معظم اللبنانيين لهذا الامر.
وهناك ايضا، بعض التنظيمات والجهات التي تتولى مهمات خبيثة بالواسطة لجرّ لبنان، لهذه الحرب، عبر تنفيذ عمليات اطلاق الصواريخ المجهولة من داخل لبنان، الى المستعمرات الاسرائيلية، كما حدث مرارا من قبل، واحتمال ان تكون مثل هذه العمليات مدبرة، من قبل اسرائيل لتبرير القيام بتوريط لبنان في هذه الحرب، وتوسيع عدوانها عليه.
تبريرات عدم مشاركة حزب الله وحلفائه بالحرب نصرة لايران، لان باستطاعة الايرانيين التصدي للعدوان الاسرائيلي بمفردهم، لا تقنع أحدا، وإن دلت على عجز للقيام بهذه المهمة، وإن كانت تطمينات المسؤولين، ببقاء لبنان بمنأى عن هذه الحرب وويلاتها، بناءً على سياسة الدولة واصرار المسؤولين على منع اي محاولة،من قبل حزب االله، أو حلفائه المموَّهين، أو من مستشارين ايرانيين من وراء الستارة، أو أي طرف آخر، وتنفيذ سلسلة اجراءات وضوابط ميدانية بهذا الخصوص، عوامل مهمة وضرورية، لكبح جماح اي مغامرة غير محسوبة، لأي طرف أو جهة كانت، عامل مهم لطمأنة اللبنانيين، وتهدئه النفوس، ولكنه لا يعني ضمان عدم توريط لبنان بهذ الحرب بشكل نهائي وقاطع، وما دامت شياطين اشعالها موجودة، وباستطاعتها التحرك، ما دام القلق موجوداً لدى الجميع.
