Site icon IMLebanon

هل تتغيّر سياسة “المهادنة” الإيرانيّة بحال الهجوم “الإسرائيلي” على لبنان؟ 

 

منذ أيام قليلة كانت الرسائل الأميركية الرسمية وغير الرسمية التي تصل الى لبنان تقول، بأن الإدارة الأميركية تواصل ضغطها على “الاسرائيليين” لمنع توسع الحرب جنوب لبنان، وانها لا تزال تسعى الى حل ديبلوماسي، يُريده “الاسرائيلي” أيضاً، ولكن في الساعات الماضية برزت تقارير أخرى معاكسة، تتحدث عن خشية اميركية من عملية عسكرية “اسرائيلية” في لبنان أواخر الربيع أو بداية الصيف المقبل.

 

نقلت شبكة CNN الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية ومسؤولين في الاستخبارات، أنهم يشعرون بالقلق من أن “إسرائيل” تخطط لغزو برّي في لبنان، قد ينطلق في أواخر الربيع أو بداية الصيف. وقال مسؤولون كبار في الإدارات، ومسؤولون مطلعون على الاستخبارات أنه “سيحدث الغزو إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في دفع حزب الله بعيداً عن الحدود الشمالية مع إسرائيل”.

 

إذا هو تحذير بأن احتمال الحرب بات قائماً، ولكن مع ربطه بفشل الجهود الديبلوماسية، وبحسب المعلومات فإن لدى المقاومة بعض الإشارات التي توحي باحتمال قيام “الاسرائيلي” بتوسيع نطاق الحرب، ربما بعد الانتهاء من مرحلة الحرب في رفح، وذلك من أجل الهروب الى الأمام، وإبقاء الحرب في المنطقة قائمة أطول فترة ممكنة، الى حين انتهاء ولاية الادارة الاميركية الحالية، التي طرحت حلاً على صعيد المنطقة لم توافق عليه “اسرائيل”، ويتضمن في نهايته انشاء دولة فلسطينية.

 

وبحسب المعلومات ايضا، فإن المقاومة حاضرة وجاهزة للحرب ولو كانت لا تريدها، وإن عملها العسكري حالياً واستخدام أسلحة جديدة ومتطورة والقيام بعمليات نوعية، هدفه الأول والأخير ردع “الاسرائيلي”، الذي يُستبعد أن يفكر بغزو بري في لبنان، لعلمه بأن المقاومة تفضل هذا النوع من الحروب. ولكن السؤال الأساسي: ما هو موقف إيران من كل هذه التطورات؟

 

على الرغم من التهديدات التي تطلقها بين الحين والآخر، تبدو طهران أكثر واقعية في التعامل مع تطورات المنطقة، حيث كانت منذ البداية واضحة في إرسال الإشارات بأنها غير راغبة بالذهاب إلى التصعيد غير محسوب النتائج، وهو ما انعكس على مستوى تصرفات حلفائها في المنطقة، من دون أن يعني ذلك عدم القيام بالخطوات التي ترى أنها من الممكن أن تساعد في تخفيف الضغط على قطاع غزة، كما تحسين موقع المحور على طاولة المفاوضات.

 

في الفترة الراهنة، يبدو أن إيران لا ترى مبرراً لتصعيد كبير من قبلها أو من قبل حلفائها، خصوصاً أن الولايات المتحدة تبدي رغبة مشابهة، وهي في الأصل لديها قنوات اتصال غير مباشرة مع طهران، وبالتالي يمكن الحديث عن تناغم في هذا المجال، خصوصاً أنه بالنسبة إلى إيران ان المستوى الحالي من العمليات العسكرية، نجح في منع “إسرائيل” من تحقيق الأهداف التي كانت قد وضعتها.

 

بالنسبة إلى الواقع على الساحة اللبنانية، من الطبيعي توقع أن يكون لطهران سلوك مختلف، في حال شنّت “اسرائيل” عملية عسكرية ضد لبنان، لكن في المقابل المنطق نفسه يفرض معادلة أنها لن تبادر إلى التدخل بشكل مباشر، إلا إذا شعرت بأن هناك تهديداً للحزب، الأمر الذي لا يمكن توقعه اليوم، خصوصاً أن “تل أبيب” في المعركة مع حركة حماس، التي ظروفها أصعب، فشلت في تحقيق أهدافها.

 

 

بالطبع، فإن موقع حزب الله داخل المحور الذي تقوده طهران مغاير  لكل باقي الأطراف، لذلك قد لا تكون المغامرة العسكرية “الاسرائيلية” مع لبنان مشابهة لما يحصل في غزة، فالهدف الأساسي الذي اعتمدت لأجله طهران سياسة مخففة بعض الشيء عسكرياً، هو أن تتوسع الحرب باتجاه لبنان والمنطقة، وبالتالي بحال حصل هذا الأمر وتوسعت الحرب فلن تبقى القراءة السياسية هي نفسها، وعندئذ سنكون فعلاً أمام احتمال جدي لدخول المنطقة بأسرها في حرب قاسية مع “الاسرائيلي” والأميركي على حدّ سواء.