شهدت العلاقات بين لبنان والادارة السورية الجديدة، برودة ملحوظة بعد احداث السويداء مؤخرا، قياساً عما كانت عليه قبل فترة، وماكان متوقعاً ان تشهده من حركة لبحث ملفات ومشاكل ملحّة، سياسية وامنية واقتصادية، تهم البلدين، بعضها معلق من النظام السابق، والبعض الاخر مستجد، ويتطلب معالجات وحلولا، تفاديا لتداعيات سلبية على البلدين .
اوساط رسمية لبنانية تشير الى ان هناك تباطؤا بالعلاقات السورية اللبنانية، خلافاُ لما كان متوقعاُ قبل مدة، وقد يكون سبب ذلك انشغال السلطات السورية، بمعالجة امور ومسائل مستجدة بالداخل السوري، مثل الاحداث الدموية الني جرت في السويداء ومحيطها، وقيام اسرائيل بعدوانها الغادر على المؤسسات الرسمية السورية، وفي مقدمتها القصر الجمهوري ووزارة الدفاع السورية،وقوى الامن السورية، بحجة الدفاع عن الدروز، وماسببه تدخلها بالشأن السوري من تداعياته سلبية على الداخل السوري تحديدا، وتمدد اضراره وتفاعلاته الى الداخل اللبناني ايضا، وانشغال السلطات اللبنانية بمنع اي استغلال لهذه الاحداث من قبل بعض الاطراف الهامشية في لبنان، لاسيما من الذين يبحثون عن تبوأ مراكز سياسية وغيرها.
وتعترف المصادر بوجود ملفات مهمة واَنية، تتطلب التباحث والنقاش فيها ووضع الحلول المطوبة لها في هذه المرحلة، وهي لاتحتمل التأجيل، مثل المشاكل الامنية على طول الحدود اللبنانية السورية، مشكلة الموقوفين السوريين بالسجون اللبنانية، ايجاد الحلول لمشكلة النازحين السوريين القدامى والجدد منهم على حد سواء، تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين ولاسيما مايتعلق منها بالترانزيت والتسهيلات المطلوبة لمرور الشاحنات بسهولة عبر النقاط الحدودية، وضرورةاتخاذ اجراءات استثنائية لتطويق مضاعفات احداث السويدا، ومنع تمددها الى لبنان.
وتنفي المصادر وجود توتر بالعلاقات بين البلدين، على خلفية ماحصل في السويداء، ادى الى الغاء زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري اسعد الشيباني الى بيروت، واشارت الى ان لبنان كان سباقا باستنكار وادانة العدوان الاسرائيلي على دمشق وقالت، انه لم يتم تحديد موعد رسمي لهذه الزيارة، لكي يحكى عن الغائها، وبررت ماحصل بانه لايعدو انشغال الشيباني بامور وارتباطات بالداخل والخارج، والانكباب على تحضير مدروس للمواضيع والمشاكل القائمة بين البلدين، لتسريع التوصل الى حلول تكون في مصلحة لبنان وسوريا معا.
وتوقعت المصادر ان تشهد الاتصالات حراكاً، لمعاودة تفعيل العلاقات على كل المستويات، وتبادل للزيارات للمسؤولين بين البلدين، لوضع العلاقات بينهما على السكة المطلوبة، والمباشرة ببحث جدي لكل المشاكل المطروحة.
