Site icon IMLebanon

أربعة شهداء «حصة» سوريا من العدوان

 

 

في المقطع المصوّر الذي نشره جيش العدو الإسرائيلي، أول من أمس، للغارة التي استهدفت سيارة القيادي في حماس هادي مصطفى، على مدخل صور الجنوبي، كانت دراجتان ناريتان تسيران بمحاذاة سيارة مصطفى عندما انفجر صاروخ فيها. عصف الانفجار قذف بسائق إحدى الدراجتين مصطفى علو (28 عاماً) بعيداً، ما أدى إلى استشهاده، فيما تملّك اللهب بشفغار تركماني، سائق الدراجة الثانية الذي أصيب بحروق وجروح ورضوض.في باحة المستشفى اللبناني الإيطالي، القريب من موقع الغارة، تجمّع أمس عشرات من أقرباء علو وأصدقائه مع شقيقه أحمد لتخليص معاملات إخراج الجثمان، فيما تولّت سيارة إسعاف تابعة لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية، نقله إلى نقطة المصنع، على الحدود اللبنانية – السورية. ومن هناك، تولّى الأقارب حجز سيارة أخرى لنقل الجثمان إلى مسقط رأس علو في عفرين في ريف حلب.

حسم أحمد علو، شقيق الشهيد، أمر دفنه في سوريا رغم الظروف الأمنية والكلفة المالية، لأن «ليس لنا أحد هنا. أهلنا في عفرين وزوجة الشهيد وطفله محمد (عامان) ينتظرانه هناك». ويقول علو إنه وشقيقه وعدداً من أقربائهما جاؤوا إلى لبنان عام 2012 هرباً من الحرب، واستقروا في الناقورة حيث عملوا في الزراعة. تزوّج الشهيد مصطفى وأنجب طفله محمد. ومع بدء العدوان، أرسل زوجته وطفله إلى عفرين خوفاً عليهما، ونزح مع شقيقه أحمد وصديقه شفغار وآخرين إلى المنصوري حيث أقاموا وعملوا في الزراعة.

ترافق تركماني وعلو في رحلة الموت من المنصوري إلى صور، حتى لقائنا به في المستشفى حيث يرقد للعلاج من الحروق التي أصابت وجهه والشظايا في جسده، لم يكن شفغار يعلم أن صديق عمره وزميل العمل قد استشهد. أخفى الأهل عنه الأمر لكي لا تزداد حالته الجسدية والنفسية صعوبة. يقول تركماني الذي جلست زوجته غفران وطفلته ميلاف (5 أشهر) إلى جانبه لـ«الأخبار»: «كل شيء حدث خلال ثوانٍ. سمعت صوت انفجار قوي وشعرت بلهب النيران، وقذف بي العصف إلى الأرض. فقدت الوعي لدقائق، وعندما فتحت عيني، رأيت مصطفى مُلقى بجانبي. ناديته فلم يجب ندائي. لم أتمكّن من رفع رأسي عن الأرض بسبب الإصابة وبسبب صوت المُسيّرة التي كانت على علو منخفض. اعتقدت بأنها ستعاود قصفنا. وبعدها وجدت نفسي هنا».

انتشار آلاف النازحين والعمال السوريين في الأحياء السكنية والحقول والمزارع والمنشآت، يجعلهم عرضة للخطر شأنهم شأن أهالي الجنوب وسائر المناطق المستهدفة. وعلو هو رابع شهيد سوري منذ بدء العدوان على لبنان. في تشرين الثاني الماضي، استشهد خالد أبو عبدو عندما قُصفت مزرعة للماشية يعمل فيها في أرنون الشقيف. وفي العاشر من شباط الماضي، استشهد العامل الزراعي محمد العليان عندما كان يمر بالصدفة بجانب سيارة استهدفتها غارة في منطقة جدرا. كما استشهدت روعة المحمد زوجة اللبناني جلال محسن ومعها طفلها أمير وابن زوجها حسين في غارة استهدفت منزلها في الصوانة في 14 شباط الماضي.