Site icon IMLebanon

انتبهوا جيداً ترامب على الابواب

في الشكل والمضمون، تثبت الوقائع على الارض، في المئة يوم الاولى لانتخاب دونالد ترامب رئىساً للولايات المتحدة الاميركية، ان العالم، وليس منطقة الشرق الاوسط فحسب، بعد ترامب هو غيره ما قبل ترامب، فالانياب الحادّة التي عرفت بها اميركا، عسكرياً واقتصادياً بدأت تبرز مع كل موقف وقرار يتخذهما ترامب، لافهام جميع الدول، بما فيها روسيا، ان فترة حكم باراك اوباما، المهادنة، المسالمة، المترددة، والمساومة، قد انتهت، وان اللعب في ملعب المصالح الاميركية خطّ احمر، لا يمكن تجاوزه، مهما كانت العواقب.

كثيرون، في الولايات المتحدة الاميركية وخارجها، يرون ان هذا الموقف غير عقلاني، وهو نوع من الرقص على حافة الهاوية، لكن مستشاري ترامب والمقرّبين منه، يقولون ان اللاعبين الكبار، عددهم قليل، وهم حريصون كالولايات المتحدة، على عدم المخاطرة بنشوب حروب سوف تدمّر العالم، لكن الفارق ان بعض الدول الكبيرة يسمح للدول الصغيرة ذات الثقل الاقليمي او المحدود، بان تلعب لعبة الكبار، ما قد يجرّ العالم والدول الكبيرة الى حروب لا يمكن ضبطها، لذلك فضلت واشنطن ان «تكشّر عن انيابها» وتتدخّل في المناطق الحامية، كما في سوريا والعراق، وربما غداً في اليمن وكوريا الشمالية وفنزويلا، وغيرها كعامل ردع وقائي، تتفهّمه جيداً الدول الكبيرة.

نحن في لبنان، يهمنا معرفة ومتابعة ما يحصل في منطقتنا، منطقة الشرق الاوسط، وفي شكل خاص العالم العربي، وبعض الدول الاسلامية المرتبطة بالدول العربية برابط الدين والمصالح الاقتصادية والأمنية وهي التي فتحت ابوابها وقلوبها، لترامب الآتي من وراء المحيطات الى العالمين العربي والاسلامي، ليثبّت امرين، تأكيد سهره على مصالحه الاقتصادية والأمنية، بتوقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية والمالية والأمنية بمبالغ غير مسبوقة في التاريخ، تعكس رسالة واضحة الى ايران وغير ايران، ان هذه الدول المرتبطة معه بهذه الاتفاقات هي دول حليفة، وحمايتها واجب اميركي.

الدولة اللبنانية، اذا اخطأت عمداً او سهواً، او عن عدم استيعاب ما يجري، سوف تدفع ثمناً كبيراً اذا لم تعرف كيف تحمي رأسها، عند تهاوي الحدود العراقية ـ السورية ـ الاردنية، التي تنوي واشنطن «تحريرها» وتسليمها الى قوات صديقة مشتركة، سوف تقطع التواصل الجغرافي بين ايران وسوريا ولبنان، وقد تكون مرحلة  اولى من مراحل تقطيع اوصال سوريا وربما العراق، ولذلك فان التسلية الحاصلة منذ مدة في مشاريع قوانين الانتخاب، وانصراف كل طائفة ومذهب الى وضع مشاريع على قياسها وقياس اهدافها، وتفشيل كل جهد منطقي ومعقول عن سابق تصوّر وتصميم، لابقاء البلد نهباً للفراغ والفوضى والفساد، يجب ان تتوقف فوراً، قبل ان تتوقف الساعة اللبنانية على توقيت اسود من تاريخها الحديث.