لطالما جهر العونيون أنهم تيار سياسي عابر للطوائف بخلاف “حزب القوات اللبنانية” ذي الصبغة المسيحية الفاقعة، ولكثرة ما مدّوا أيديهم المفتوحة للطوائف والمكونات السياسية، طوال 16 عاماً ونيّف، يخال المرء أن الحزب البرتقالي أشبه بأخطبوط غرام وعناق وله من الأذرع ضعف ما لدى أخطبوط الأذرع السبع.
ضم “التيار” إلى حناياه، بعد عودة “جنراله” من جحيم المنفى، شخصيات سياسية وازنة من كل الطوائف، بصفة حليف أو عونيّ متمرّن: ميشال المر، الياس بك سكاف، عطوفة المير طلال إرسلان، الياس بك الفرزلي، سليمان بك فرنجيه، نعمت فرام، إميل رحمة، نعمة الله أبي نصر،هاغوب بقرادونيان،عبّاس الهاشم، حسن يعقوب…وغيرهم.
وبعد وصول العماد عون إلى سدة الرئاسة كرئيس قوي، وبعون صهره وجهده الدؤوب، فرّط بكل حلفائه وتحالفاته تباعاً، لكن العونيين، كما “حزبُ الله” شطّار في تحويل الهزائم السياسية والفشل إلى انتصارات مدوّية، ولا يتوانى العونيون في مجالسهم عن ترداد مقولة أن عون نجح في القضاء على الإقطاع السياسي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة. نجح بالفعل. نجح ” تويترياً” من خلال معركة “# صقر _للتهريب” وهاشتاغ “# قوات _للتهريب” بقيادة المغرّدة الحسناء الوزيرة السابقة ندى بستاني خوري وسحقت هاشتاغ # تيار العتمة وأخرجته من دائرة المنافسة.
ومطلع السنة أضاف “التيار” إلى منجزاته انتصاراً ساحقاً من خلال هاشتاغ ” # سعد _ الكذّاب” فردّ التيّار الأزرق، بجيشه الإلكتروني الجيد التدريب، على مصادر النار بالأسلحة نفسها فكان هاشتاغ ” # عون _الكذّاب”. إنها محطة لا تُنتسى في تاريخ لبنان المعاصر.
في السياق نفسه دارت الأسبوع الماضي معركة طاحنة بين قوة النخبة من مغرّدي حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) والقوة التويترية الضاربة في الفيلق العوني الرابع، على خلفية تصريح وزير الخزانة السابق علي حسن خليل الهجومي على “تيّار” الفضائح والكذب. بعد عمليات كرّ وفرّ بهدف احتلال الموقع الاستراتيجي الأول بالـ “توب 5” نجح الفريق العوني بتصدر هاشتاغ “#مش _نبيه” الـ”تراند” مقابل “# جنرال _جهنّم” وذلك قبل أن يحتدم الصراع على الصدارة بين ملكة الإحساس إليسا وملك الإحساس ميشال (وائل) كفوري.
إن انتصار “تيّار العهد القوي” المبين على العدو المتغطرس والثابت في سدة البرلمان منذ القرن الماضي، منح فئة كبيرة من اللبنانيين رصيداً إضافياً من الكرامة الوطنية والعزة والتفوّق، يستطيعون أن يسحبوا منه ما شاؤوا من ماكنات الـATM في خلال فترة الأعياد، وأن تفتح حركة أمل نار جهنم على التيار البرتقالي ورئيسيه، فذلك يروي عطش شريحة كبرى من اللبنانيين إلى زمن الحروب الأخوية المجيدة ويؤمن فرص استثمار في غير قطاع. فإلى مزيد من الإنتصارات والمعارك على مواقع “تويتر” و”إنستاغرام” و”فيسبوك” و”تيليغرام” بين أطياف وطوائف، هي مصدر غنى البلد وحيويته.