IMLebanon

حكومة الفضائح  

 

 

يتطوّر واقع حكومة حزب الله بشكل دراماتيكي، فبعدما كانت الدول تناشد حكومة حسان دياب طالبة من لبنان أن يساعد نفسه، دخلت بالأمس مرحلة غير مسبوقة في تاريخ أيّاً من الحكومات اللبنانيّة، فضائح حكومة الإنجازات بلد حدّ أن يخاطبها صندوق النّقد الدّولي «مناشداً السلطات اللبنانيّة التوافق على خطّة الإنقاذ المالي الحكومية وأن يبدي قلقه من محاولات لبنان تقديم خسائر أقلّ لأزمته المالية محذّراً من أنّ هذا لن يؤدّي إلا إلى زيادة تكلفة الأزمة بتأجيل التعافي».

 

هل هناك حكومة لبلد مفلس كهذه عرفها العالم من قبل؟ حكومة يوبّخها وزير خارجيّة فرنسا جان ايڤ لودريان ومن على منبر مجلس الشيوخً بقوله: «ساعدونا لنساعدكم»، هل فعلاً هذه الحكومة يعنيها أن تنقذ لبنان أو أن تطبّق خطّة إصلاحيّة، نشكّ في ذلك كثيراً؟! «بالخطّ العريض» نقول لبنان لن يدعم نفسه فلا ينتظرنّ المجتمع الدولي إصلاحاً أو إنقاذاً أو أرقاماً من هذه الحكومة، هذه حكومة أتي بها خصّيصاً لتقطيع وقت حزب الله الّذي ينتظر إيران وأجندتها التي تنتظر انتخابات الولايات المتحدة الأميركيّة، وحتى لو لفظ البلد وشعبه أنفاسه في الانتظار «لن تفرق معها»!!

 

ما يحزّ في نفس أيّ مواطن لبناني أن هذه الحكومة ـ وكلّ الحكومات التي سبقتها ـ لم تملك يوماً برنامج إصلاح، حتى لو ثرثرت عن الإصلاح ليل نهار، «ولك حتى لا تملك خطّة للنّهب»، سياسة «إهبش وامشِ» هي معيار كلّ السياسات في لبنان، حكومة عاجزة وتدّعي الإنجازات ولا تملك رؤية واضحة التفاصيل للتخاطب مع صندوق النّقد الدّولي بل وتقدّم الدولة أرقاماً متغايرة تفضح لبنان، وفوق هذا «يموت اللبنانيّون من الضّحك» عندما كان يسمعون المجتمع الدولي وهو يخاطبهم «ساعدوا أنفسكم لنساعدكم»، مسكين صندوق النقد الدولي ما زال يتوقّع شيئاً إيجابياً من الدولة اللبنانيّة الميتة ومن حكومة تدّعي أنّها حقّقت «97 بالميّة إنجازات»!!

 

أيّ مجتمع دولي لا يزال عنده قابليّة لتصديق المسؤولين اللبنانيين؟ وأي مجتمع دولي لا يزال يعطي كلام المسؤولين اللبنانيّين اعتباراً فيما هم يخدعون أنفسهم أولاً وشعبهم ثانياً ودول العالم ثالثاً، عملياً نحن عاجزون عن إنقاذ أنفسنا، يدرك الجميع في لبنان أنّ البلد تحوّل إلى مستودع للصواريخ الإيرانيّة وجبهة متقدّمة لإيران من دون أن يأخذ حزب الله حتى رفض الشعب اللبناني لأجندته الانتحاريّة بعين الاعتبار!

 

سيزور وزير الخارجيّة الفرنسي لودريان لبنان، لعلّ زياراته ستكون الإلتفاتة الأخيرة صوب لبنان حكومة وشعباً، ماذا باستطاعة أوروبا أن تفعل إذا كان ربّ البيت بالدفّ ضارب، في أحسن الأحوال سيجلس اللبنانيّون في بيوتهم ليشاهدوا تلفزيونات العالم العربي تنظم يوماً لجمع التبرّعات لصالح الشعب اللبناني الجائع، ويشاهدون شاحنات الإمارات والسعودية وعمان وقطر محمّلة بصناديق المواد الغذائيّة وتغطي الشاحنات يافطات تحمل عبارة «هديّة من الشعب …»، حتّى المساعدات لو سُئل أي مواطن لبناني ما الذي سيحدث لها إن حدث وأرسلت للشعب اللبناني سيجيبك على الفور «رح يسرقوها»!!

 

ميرڤت السيوفي