Site icon IMLebanon

مرحلة تفكيك الملفات بدأت

 

اللغز قائم، وصندوق الأسرار السياسية لم يُفتَح بعد، العارفون لا يتكلمون وغير العارفين يملأون الصفحات والأثير والموجات كلاماً ومطولات، هي أقرب إلى الآراء والأمنيات منها إلى الوقائع والمعطيات.

مَن يحمل اللغز هو الرئيس سعد الحريري، حمله معه إلى باريس وأمس الى القاهرة، وسيقف اليوم على منصة الإحتفالات بعيد الإستقلال، مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري، مكان الإحتفال ليس متاحاً للكلام. بعد الإحتفال سيتوجه الحريري إلى قصر بعبدا، ليتقبل التهاني بالإستقلال مع الرئيسين عون وبري، قد يُتاح الكلام قليلاً قبل بدء الإستقبالات، لكنَّه لن يكون كافياً… يتوجَّه الرئيس الحريري عند الواحدة، بعد انتهاء الإستقبالات في بعبدا إلى بيت الوسط، حيث يستقبل المهنئين بعودته.

السؤال:

متى يُرفع الغطاء عن اللغز؟

ومتى يبدأ كشف الأوراق؟

بالتأكيد سيكون للرئيس الحريري لقاء، وربما أكثر، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لشرح ملابسات الإستقالة، التي يربط العودة عنها بجملة شروط، أبرزها أن ينأى لبنان بنفسه عن صراعات المنطقة، ولا سيَّما في الخليج العربي. هذا الشرط هو الحد الأدنى الذي يمكن القبول به، للعودة عن الإستقالة، وإلا فإنَّ كتاب الإستقالة سيكون في جيبه وسيحمله إلى رئيس الجمهورية في اللحظة المناسبة والتوقيت المناسب، علماً أنَّ الوضع اليوم هو شبيه بمفاعيل الإستقالة.

في الأثناء، كيف يتابع لبنان السياسي يومياته؟

هناك توقف للأجندة السياسية منذ 3 تشرين الثاني الحالي، تاريخ مغادرة الرئيس الحريري بيروت إلى الرياض.

البلد في الأساس لم يكن في حالة مريحة، كانت الأزمات في سباق مع المعالجات، وكان الجميع يسابق الوقت لأنَّ الإستحقاقات تدهم، مع ذلك توقَّف كلُّ شيء:

لا الموازنة للعام 2018 أُنجِزت، لأنَّ مجلس الوزراء لا يجتمع.

قانون الإنتخابات النيابية المزمع إجراؤها في أيار المقبل، ما زال بعض بنوده معلقاً، واللجنة الوزارية المكلفة التوصل إلى تسويات لهذه البنود، لم تجتمع منذ مطلع هذا الشهر، على رغم أنَّ الوقت بدأ يدهم.

معظم الملفات التي تهمُّ المواطن عالقة بدورها، ومنها ما يحتاج إلى اجتماعات لمجلس الوزراء، غير المطروحة على بساط البحث.

إذاً، ليست فقط السياسة في أزمة، بل الهموم المعيشية في أزمة أيضاً، والمسألة لم تعد تحتمل ترف الإنتظار كثيراً، لأنَّ الأوضاع في هذه الحالة تكون عرضة للتفلت من الضوابط واستطراداً عرضة للإنفجار.

مع ذلك، دائماً هناك أشياء كثيرة يمكن مشاهدتها في النصف الملآن من الكأس ومنها:

اللبنانيون في الخارج الذين تسجلوا للإنتخابات النيابية في أيار المقبل بلغوا 92810 بحسب إحصاءات وزارة الخارجية، وهذا رقم مقبول نسبياً بالنظر إلى أنَّها المرة الأولى التي تتم فيها عملية التسجيل في الخارج. وهذا رقمٌ يمكن البناء عليه للمراحل المقبلة.