IMLebanon

هم قتلة الدولة

في وصفه للحالة المزرية التي وصلت اليها المانيا قبل الحرب العالمية الثانية، يقول الزعيم النازي ادولف هتلر في كتابه «كفاحي»: «ان المانيا اليوم تبدو كجثة ملقاة على قارعة الطريق. بعض المارة قربها يلحظون فيها بعض الاختلاجات فيظنونها من علامات القيامة، فيما العارفون يدركون انها من اشارات تحلل الجثة واهترائها…».

ليس ما يشبه هذا التوصيف سوى حالة الدولة اللبنانية في هذه الايام، مع الفارق ان الناس العاديين في الشارع يدركون تماما انها اصبحت جثة في طور التحلل والتفكك، بينما اهل السياسة والقيادة والطائفية ينخرون فيها كالدود، ينهشونها بعزم ويقتاتون منها بشراهة، وفوق ذلك كله يعتبرون ان نشاطهم الدودي فيها هو من علامات القيامة واشارات الحياة.

بالطبع، لا يتسع المجال لسرد الامثلة والوقائع عن حالة الدولة ـ الجثة، يكفي فقط تتبع الاخبار اليومية للدود السياسي، حتى يستخلص المرء حجم الاهتراء والتحلل في تلك الجثة التي لم يبق من الدولة فيها الا مجموعة من الالقاب: دولة الرئيس، معالي الوزير، سعادة النائب.

معظم هؤلاء هم قتلة الدولة ودود جثتها، وكلما بدر حراك موجوعين هنا او اصوات من مألومين هناك، صرخ الدود بالناس: اياكم والدولة، اياكم وما تبقى من الدولة.

امس، وصل الدود الى آخر معاقل الدولة، الى رواتب عسكرييها. قال الدود للعسكر: قد لا نستطيع إطعامكم هذا الشهر، وحذرهم بالمقابل: اياكم والتحرك حفاظا على ما تبقى من الجثة.

عادة عندما ينتهي الدود من التهام الجثث.. يأكل بعضه بعضا، وعساه قريبا ذلك اليوم.

& المدير العام السابق للأمن العام