IMLebanon

الى المتحاورين: ماذا ستفعلون عندما  يقوم حكم طالبان بجواركم ؟!

الحوار المنتج هو حوار حر بين أحرار. وثلاثية جلسات الحوار التي دعا اليها الرئيس نبيه بري وطوت يومها الأول، أراد لها أن تكون مختلفة عن كل ما سبق. وهذا الرجل الذي لا يتعب ولا يكل ولا يمل ولا ييأس، مصرّ على أن يحفر الجبل بإبرة، وأن ينجح! وليس خافياً على أحد، ان الكثير من المكونات الجالسة الى طاولة الحوار غير قادرة على اجراء حوار حر لأنها هي ذاتها مكبلة بأمرين… الأول هو أنها كبلت نفسها بحسابات ومصالح صغيرة وآنية على طريقة الدكنجي في عهد الانتداب، وجردة الربح بالقروش من بيع السكر والزيت والملح وخلافه. والثاني، وهو الأهم، انها مكبلة بمرجعية خارجية غاطسة حتى شوشتها في صراعات مصيرية في المنطقة…

اذا كان الحوار سيجري على أساس حسابات الدكنجي فلا أمل بالخروج، لا من المأزق ولا من الدوامة. ولعل المتحاورين يحتاجون الى ارتقاء ناطحة سحاب افتراضية لامتناهية في ارتفاعها، للإطلالة من سطحها على المشهد العام في المنطقة، بما يوفر لها منظراً مرعباً عن جهنم الآتية اليهم، أو التي يسيرون اليها بأقدامهم وعقولهم المغلقة! ومن هذا المطل الافتراضي والخرافي سيشاهدون:

أولاً، تجمعاً أسطورياً لأكبر حشد في التاريخ للذباحين التكفيريين على حدود وطنهم لبنان أو على مقربة منه، لاقامة إمارة على الأرض السورية وإقامة حكم يستنسخ حكم طالبان في أفغانستان.

ثانياً، ان هذا الحشد يحظى بأعظم تمويل وتسليح وتجنيد على صعيد الجيوش غير النظامية في هذا العصر، وتغطيته بسياسات ماكرة ومخادعة ومتلونة ومنافقة، تدعي في العلن غير ما تضمره في السر، وتزعم محاربتها للارهاب وهي ترضعه من أثدائها بحنان الأم على وليدها. وهو حليب متنوع النكهات الأميركية والصهيونية والتركية والعربية…

ثالثاً، ان بعض الحالمين الواهمين في المنطقة يتخيلون في أحلام يقظتهم أنهم يعدّون ليوم يقوم فيه محور اسرائيلي – عربي، لكسر الخصم الاقليمي المشترك في حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، ولا يعنيهم أن يتسبب بحرب عالمية جديدة، أو أن تسقط كل الهياكل على رؤوس أصحابها!..

عندما يقوم حكم طالبان في سوريا، ويتظهر الحلف الاسرائيلي – العربي، آنذاك ستسقط كل الحمايات الدولية المزعومة عن لبنان، ولا يبقى فيه عشب يتكسر تحت قوائم الأفيال، ولا دكنجية يجرون حسابات الحنطة والشعير بالقروش! ولعل أهل الحوار، عندما يوسعون بيكار نظرتهم ورؤيتهم وآفاق فكرهم، يدركون آنذاك، أن خسائرهم الصغيرة اليوم وتضحيتهم بقروشهم السياسية الآن، ستعوض عليهم وعلى لبنان، ربحاً استراتيجياً يصونهم من الجنون السياسي وجحيم المآل!