IMLebanon

إلى ريمون جبارة أستاذ المسرح

كان لقاؤنا المستديم، آخر أيامي به، إلى فنجان قهوة في مقهى أحبّه، يشرف على الطريق عند مدخل بلدته قرنة شهوان. في ذلك المقهى طاولة عُرفت بطاولة ريمون جبارة، حيث كنا نلتقي شلة تتسابق الى تلك الطاولة. فالجلوس مع ريمون جبارة مهم بالنسبة إلينا. كنا، ريمون وأنا، أستاذين متقاعدين من الجامعة اللبنانية، هو من كلية الفنون، وأنا من كلية الاعلام.

لن أخبركم عن مسرح ريمون جبارة، وأنا الذي حضر تكريمه مراراً، آخرها قبل مدة قصيرة في جامعة الكسليك. كنا كلما التقينا، دار حديثنا على الجامعات وطلابها، والإعلام، ولبنان، وشغور مركز رئاسة الجمهورية، وكم كان ساخراً من السياسيين في هذه النقطة. حدّثني والغبطة تملأ وجهه مع مجّة لسيجارته المتتالية، أنه سيدرّس من جديد في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية الى جانب تدريسه في جامعة الروح القدس – الكسليك. وكنت أتساءل كيف أن هذا الإنسان على كرسي متحرّك يدرّس في جامعتين، ويكتب للصحافة الى جانب برنامج إذاعي بصوته. وكم كان سعيداً وفخوراً بأن تلميذه في معهد الفنون، وقد أصبح مديراً للمعهد، يلحّ عليه بأن يشرّف المعهد من جديد بالعودة إلى منبر التدريس ولو بوقت جزئي جداً. ذات يوم أخبرني وهو يتابع مجّ سجائره دائماً، كم هو جميل الوفاء، قاصداً وفاء تلاميذه له. بعد أيام عرفت أنه مريض فزرته للاطمئنان إليه، وقبل رحيله بأيام كلّمته هاتفياً إلى المستشفى.

رحلت يا ريمون. سيفتقدك المسرح، وسيفتقدك الإعلام، وسيبكيك المحبّون وطلابك وقرنة شهوان.