IMLebanon

لبنان في قلب مشهدية التحوّلات الإقليمية

 

تركت مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الأخيرة انطباعات إيجابية في ظل مقاربته للوضع الداخلي والإقليمي والدولي، وبالتالي تبيّن بالملموس أن عون لا يريد إقصاء أي فريق، وخصوصاً بعد الكلام الذي قاله عن أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب الحاج محمد رعد، بمعنى أنهما يتجهان إلى الانخراط في الدولة، ما يؤكد على حكمة ودراية رئيس الجمهورية من أجل تحصين الجبهة الداخلية، على أن تأخذ الدولة على عاتقها تحرير ما تبقى من أراضي في الجنوب بالطرق الديبلوماسية وكذلك إعادة الاعمار، وعليه هذه مسألة محسومة ولكن أن ينبري البعض ويحمّل رئيس الجمهورية والحكومة هذه المسؤولية بأسلوب إستفزازي، فهذا مرفوض لا سيما أن كل مواقف رئيس الجمهورية تؤكد على شروعه في التحرير والإعمار.

لكن الموضوع ليس بهذه السهولة في ظل التحوّلات الدولية والإقليمية ومواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمعنى الأمور لم تنتهِ عند هذا الحدّ، والمخاوف والقلق أن يعاود العدو الإسرائيلي أي حرب في لبنان وغزة والمنطقة، وخصوصاً أن بعض المحللين الإستراتيجيين وفق معلومات وتقارير استخباراتية عربية وغربية ودولية، يشيرون إلى أن القلق يكمن في سوريا من خلال تقسيم قد يحصل إلى ثلاث دول كردية وعلوية ودرزية، لأن ما يجري في جنوب سوريا من تقدّم للعدو باتجاه طريق بيروت دمشق، فهذا ينذر بعواقب وخيمة.

وتترقّب الأوساط السياسية زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط في وقت ليس ببعيد والتي ربما ستنطلق من الأراضي المحتلّة، وعندها يتم الترقب لما سيقدم عليه ترامب من دعم عسكري ومالي للعدو ، فهل ذلك للقضاء على حماس وحزب الله نهائياً ؟ وماذا سيحصل بين إدارة ترامب والمسؤولين الإيرانيين في أي مفاوضات مرتقبة، هل سيطلب منهم نزع النووي وسلاح حزب الله أو ثمة ضربة تصعيد ضد إيران ؟ فكل هذه العناوين تثقل الساحة اللبنانية ولا سيما أن الدولة بحاجة إلى وقت ودعم دولي.

من هنا، فإن زيارة الرئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية ومصر، تؤكد على ثبات العلاقة والعودة إلى الحضن العربي، والجميع يدعم العهد والحكومة، لكن التطورات المتسارعة إقليمياً ودولياً مقلقة، والهواجس لدى كافة المسؤولين السياسيين، بحيث البعض منهم يترقّب تطورات دراماتيكية على هذا الصعيد، وبناء عليه فالأمور لا زالت غير واضحة المعالم في ظل إعادة رسم المنطقة والتحولات والمتغيرات الجارية على غير مستوى، ولبنان ليس بمنأى عنها باعتبار أن الانتهاكات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال والاستهدافات لا زالت مستمرة ومرشحة للتفاعل إذا استمرت الأمور على ما هي عليها.