قد يكون مطلوباً من حزب اللّه أن يضبط إيقاع البعض المقرّب منه والذي أسهم، ويسهم من دون أدنى شك في عرقلة المساعي التوفيقية التي نرى أنّها مفيدة في أي حال من الأحوال…
بداية لا بدّ من القول بضرورة (وربما بحتمية) عودة الحياة الى مجاريها بين فخامة الرئيس العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية، خصوصاً وأن أحداً لا يشكِّك في التقاء الطرفين في الاستراتيجيا.
بعد هذه «الحاشية» التي لا بد منها، في تقديرنا، نعود الى المنطلق وهو وجوب ضبضبة البعض المنفلت من كل عقال، والذي يبدو حاملاً على العهد منذ بدايته… لدرجة تدعو الى كثير من التساؤل عمّا إذا كان نتيجة أحد الإحتمالات الآتية أو بعضها:
الأول: أصحاب هذه الهجمة «يصادف» أنهم متطوّعون.
الثاني: بل هم مكلّفون مهمة.
الثالث: بل «مطلوب» منهم أن يقولوا ما يقولونه وأن ينشروا ما ينشرونه.
الرابع: هم أصحاب «مونة» على سماحة السيّد حسن نصراللّه ودولة الرئيس نبيه بري.
وإلاّ كيف يمكن فهم هذه العبارات التي يتداولها هذا المحلل أو ذاك المعلق أو ذلك الاستراتيجي… وهنا نماذج منها:
«أنا أتحمل مسؤولية كلامي وأجزم بأنّ موقف الضاحية هو ما أقوله هنا».
«أنا أعرف أن ما أردده الآن هو الموقف الحرفي للسيد حسن نصراللّه».
«باستطاعتي أن أجزم ان هذا الموقف هو الموقف المشترك بين حارة حريك وعين التينة».
«هذا هو موقف السيد حسن نصراللّه، وهو سيعلنه يوم الجمعة المقبل (بعد غد)… وأنا أدرك ما أقول».
«أنا مطلع تماماً على موقف السيد نصراللّه… ولا تسألوني كيف، إنما أنا أجزم لكم بأنني أعرف ما أقول وإلاّ لما كنت لأقوله».
مَن من القراء لم يستمع الى هذا المعلق أو لذاك المحلل أو لذلك »المبصِّر« وهم يرددون ما ورد أعلاه من أقوال فيها من الجرأة حدّ المبالغة، ومن «المونة» على الأمين العام لحزب اللّه سماحة السيّد حسن نصراللّّه أكثر مما يمكن إستيعابه.
فكيف تبلغ أولئك الأشاوس سرّ سماحة السيّد؟ وكيف تمكنوا من الوصول الى مكمن أسراره؟ وهل أنّ مواقف سماحة السيّد مشاع لمن يشاء أن يدخل إليها وأن يستخدمها وأن يتاجر بها؟!.
ثم، لماذا هذا الحقد على فخامة رئيس الجمهورية في مطلع عهده؟ ولماذا يتغطّى الحاقدون بسماحة السيّد حسن نصراللّه؟ ومن له مصلحة في ضرب التفاهم التاريخي بين الرجلين وجماهيرهما؟ (تفاهم كنيسة مار ميخائيل)…
إن لدى المسيحيين تفسيرات عديدة، أوردناها في عجالة يوم أمس… وهي بدأت تتفاعل في مجتمعهم تفاعلاً ليس في مصلحة ورقة التفاهم…
وفي تقديرنا أساساً أنّ الذين «يمونون» على سماحة السيّد ويعملون على إستغلال الوزير سليمان فرنجية إنما ينطلقون من هدف واضح وهو ضرب الحلف الاستراتيجي الذي عاش منذ العام 2006 حتى اليوم والذي يشكل دولة الرئيس نبيه بري، بالضرورة، أحد أركانه الكبرى…
لذلك قلنا، منذ اليوم الأول لهذه الأزمة المفتعلة، ونقول، ونكرر ان موقع فرنجية الطبيعي هو الى جانب الرئيس عون، والمسألة تحتاج الى مبادرة من حزب اللّه وليس الى أحقاد من الذين يقوِّلون سماحة السيد ما لم يقله وما لا نظنه سيقوله.
