نحو صيغة تنسيق ثلاثية لتجنُّب الخضات أو هزّ الاستقرار
ما نقله نائب تكتل الاعتدال الوطني سجيع عطية عن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من أن حزب لله ابدى الكثير من الليونة والمرونة في مسألة التعاون بشأن سلاحه، يؤشر بأن التواصل مع الحزب انطلق فعليا وأن هذه المسألة وضعت على السكة الصحيحة.
قد يكون التواصل في بداياته إنما مجرد حصوله يمهد للتوصل إلى آلية تسليم السلاح والتي قد تحضر في مجلس الوزراء، بعد إتمام الاتصالات حول الملف برمته ،وليس بالضرورة عبر طاولة الحوار المعهودة، انما من دون شك هناك حوار سيتم.
اعتماد اسلوب «ابو ملحم» في معالجة معضلة السلاح لاقى اعتراضا من رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي أراد حسماً من الدولة. قد يعتبر البعض أن هذا الأسلوب سبق له ان حل خلافات بالحكمة والرصانة، لا بل سأل: «ما به أبو ملحم؟» وكأنه يستعيد الترند الذي انتشر مؤخرا: «شو بها الزرافة».
لم يستسغ مؤيدو رئيس الجمهورية ما قاله الدكتور جعجع معتبرين أنه استهدف الرئيس عون الذي يتمنَّع عن اللجوء إلى أسلوب القوة لتحقيق تسليم السلاح. وفي المقابل، يرى مطلعون على موقف جعجع أنه يرفض التلكؤ بهذا الملف ويرغب في بسط سلطة الدولة.
وفي التفاوض القائم، هناك تنسيق بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، لكن ما من وقت محدد للتسليم، حتى أن الزوار الذين التقوا الرئيس عون مؤخرا لم يتحدثوا عن توقيت لذلك، ونقلوا عنه تأكيده أن حزب لله يتعاطى بطريقة صحيحة.
وفي هذا المجال، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التحضير قائم لآلية تسليم حزب لله سلاحه والإعلان عن حصرية السلاح بيد الدولة، على أن يتم ذلك دون إشكاليات ووفق قاعدة عدم المس بإستقرار البلاد، وفي الوقت نفسه لا يملك لبنان ترف الوقت وسط حديث عن أن المفاوضات الأميركية – الإيرانية لن تستمر وقتا طويلا، وترى أن التمسك بأولوية الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس قائم، على أن يقود هذا الانسحاب إلى بحث تسليم حزب لله لسلاحه، ومن هنا فإن المطلوب كما قال النائب غسان سكاف لـ «اللواء» إنجاز صيغة لا تسبب بإنفجار داخلي وتلبي أهداف المجتمع الدولي ومطالب الولايات المتحدة الأميركية.
وتفيد هذه المصادر أن الحوار بشأن تسليم هذا السلاح سيتم وكذلك بالنسبة إلى استراتيجية الأمن الوطني وما يتفرع عنها من استراتيجية دفاعية، لكن هناك وقتا داهما وخشية من أي تبدل إقليمي يطيح بالتواصل المحلي حول موضوع السلاح، وتشير إلى أن الصيغة المنشودة يجب أن تكون كاملة وتنطوي على ضمانات في الوقت نفسه، كما أن هناك أسئلة ترافقها حول مصير عناصر حزب لله وكيفية طمأنتهم، علما ان السلاح الذي يسلم إلى الدولة اللبنانية يشمل السلاح الثقيل «الصواريخ وما شابه»، مؤكدة أن نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس مصرة على ثابتة نزع السلاح قبل أي خطوة لإعادة الإعمار، وفي الوقت نفسه لبنان لا يحمل العصا السحرية لتحقيق نزع السلاح الآن.
وتشير إلى أن الجميع متفاهم على حصرية السلاح بيد الدولة وان ذلك لا يتم عنوة ، وهناك ممن سأل لماذا لا تطبق الولايات المتحدة الأميركية المفاوضات التي اعتمدتها مع العراق بشأن ملف السلاح.
يسابق لبنان الضغوط الأميركية والدولية لتنفيذ القرار ١٧٠١ وتسليم سلاح حزب لله، والسبيل الوحيد هو تأمين مناخ إيجابي يؤمن تحقيق هذا الهدف المطلوب في مرحلة استعادة الدولة لقرارها.
