Site icon IMLebanon

ما لم يقله عون  قاله باسيل

أجاب العماد عون على بعض الأسئلة المطروحة، من التيار الوطني الحر، لكنه لم يتطرق الى ما كان ينتظره الوسط السياسي بمختلف تلاوينه، فقد طمأن جمهوره الى انه لن يترك الساحة السياسية ولن يتقاعد… وانه يريد للتيار ان يصبح إرث الأبناء والأحفاد، وليس كالأحزاب التي نشأت منذ الاستقلال وانتهت مع مؤسسيها، وأصر على عودة الكلمة الفصل الى الشعب اللبناني بانتخابات على أسس جديدة، نازعاً عن المجلس النيابي الممدد له شرعيته، انطلاقاً من قاعدة ما بني على باطل فهو باطل، واعداً التيارين برئيس جمهورية من رحم معاناتهم ونبض أحلامهم، الى ذلك، وجّه ثلاث رسائل الى سوريا النظام، التي دعونا دائما لتحسين العلاقة معها باعتبارها مدخلنا الى بلدان الشرق الأوسط… والى حزب الله الذي بفضل التفاهم معه كان هذا الاستقرار… وأخيراً الى الدول الغربية التي حمّلها مسؤولية هذه الفوضى الهدّامة، والتي لامتنا على المطالبة بتحديد النزوح السوري، فاذا هي وقعت في ما حفرته لغيرها…

لكن الجنرال تجنّب التطرق الى المواقف السياسية، المنتظرة لرأيه على نار، مثل مشاركته بالجولة الثالثة من الحوار في مجلس النواب المقررة غداً الثلاثاء، ورأيه في الطروحات المتداولة حول الترقيات في الجيش، وعلاقة هذه الترقيات بتعطيل اجتماعات مجلس الوزراء، وعن مدى صحة ما يسرّب من معلومات تياريه عن رفضه الدعوة الى باريس للقاء الرئيس فرانسوا هولاند، بل الحديث عن رفضه لقاء الرئيس الفرنسي حتى عند زيارته لبنان، بداعي تأثر باريس بمواقف بعض الدول العربية منه التي لم يأت على ذكرها من قريب أو بعيد.

لا شك بأن الكثير مما تجنّب العماد عون قوله، قيل على لسان الرئيس الجديد للتيار الوزير جبران باسيل، الذي تعهد بالمقاومة الى جانب المقاومة والشعب والجيش، من جهة، وأكد الالتزام بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، داحضاً بذلك مقولة دعم التيار للمؤتمر التأسيسي الهادف للمثالثة، من جهة أخرى.

العماد عون لم يتطرق الى رئاسة الجمهورية كمرشح إلاّ بما يعنيه تعهده لجمهوره برئيس من رحم معاناتهم، والمعنى بقلب الشاعر…

اما الوزير باسيل فقد اكتفى بالقول له: انت الحلم الذي انتظرنا، وان الحلم لا يشيخ والجنرال عون لا يشيخ… ونحن هنا لنسلمك امانة بلدنا ونقول لك: لا تقبل، لا تتنازل ولا تستسلم، نريد رئيسا للجمهورية يحمي الهوية ويستعيد الجنسية والكيان…

وبعد كل هذا، يبقى السؤال: هل سيشارك العماد عون بحوار غد الثلاثاء، كما وعد الرئيس بري ام ان تطورات الترقيات العسكرية، وخصوصا استدعاء العميد ادمون فاضل من الاحتياط، بعد تسريحه من الجيش بأيام، سيعده استفزازاً يبرر له البقاء خارج طاولة المتحاورين.

وبالتالي، ما هي انعكاسات ذلك على اجتماعات مجلس الوزراء المعلقة الى ما بعد عودة الرئيس سلام من نيويورك؟

بعض الاوساط ترى ان الطريقة التي عولجت بها قضية ابقاء العميد فاضل على رأس جهاز المخابرات يمكن اتباعها بالنسبة الى من تفرض الضرورة العسكرية او السياسية الاحتفاظ بهم في موقعهم كالعميد شامل روكز مثلاً، اي بالتسريح ثم الاستدعاء من الاحتياط.

ورغم الملاحظات الايجابية التي اطلقها النائب وليد جنبلاط في هذا الشأن، فان بعض الاطراف الفاعلة على هذال الصعيد، ما زالت ترى في موضوع تأخير تسريح العميد روكز، خارج اي ضرورة، أو حساب.

ولا شك ان هذه الممانعة لا علاقة لها بشخصية هذا الضابط المحترف والمقدام، بقدر علاقتها بانتمائه العائلي المستظل بالمواقف السياسية للتيار الوطني وزعيمه، وبالتزاماته، التي جعلت من نصف اللبنانيين علي الاقل يناصبونه المعارضة…

ويقول احد هؤلاء المعارضين: من اشعل هذه العداوة، عليه اطفاؤها… وايضا المعنى بقلب الشاعر…