Site icon IMLebanon

ما هذه المصادفة؟!  

 

كلام السفير الأوروبي أمس في هذه الزاوية استوقف كثيرين. فقد لاحظ السفير أن المعارضة التي تتنامى في وجه العماد ميشال عون وعهده الرئاسي هي من أطراف عديدة ومن هويات سياسية مختلفة… ملاحظاً كذلك أن حلفاء حزب اللّه (أي اطراف فريق 8 آذار هم من الأبعد مدى في معارضتهم الرئيس وفي الحملة عليه الخ…).

 

وقد حفل بريدي الإلكتروني بالتعليقات العديدة التي شارك فيها وزراء ونواب وفاعليات  وأصدقاء ومن لا أعرفهم على الإطلاق (…). نائب من جبل لبنان قال: إن الملاحظة التي أدلى بها السفير في محلها. وعندما سألته تفسيراً وتوضيحاً، قال:

أولاً – إن الرئيس نبيه بري خاض معركة بلا هوادة ضد وصول الرئيس عون الى قصر بعبدا، وهي معركة مكشوفة، ومباشرة، وليس فيها سر أو أمر مخفي. فقد صرّح عنها رئيس مجلس النواب غير مرة… وهو لم يكتف بأن يخوض المعركة بل قادها مباشرة من عين التينة، وتصريحاته شبه اليومية، ومواقفه المعلنة في تلك المرحلة لا تحتاج الى كبير شرح. وتبنّيه ترشيح الوزير سليمان فرنجية هو أيضاً كان مباشراً وصريحاً وعلنياً، ولا يحتاج الى كبير إجتهاد للتوصل اليه.

ثانياً – أحد أبرز القياديين في 8 آذار الوزير سليمان فرنجية كان موقفه ضد العماد عون («عمليا») معروفاً، حتى عندما  خيل له وللكثيرين (وأيضاً للدول في الخارج) أنّه قاب قوسين أو أدنى من كرسي الرئاسة أجريت معه المقابلة التلفزيونية الأولى (مرشحاً) مع الزميل مرسال غانم عبر «كلام الناس» من على شاشة قناة L.B.C كشف فيها عن حقيقة مشاعره إزاء الجنرال، فوجّه سهام إنتقاداته الى رئيس التيار الوطني الحرّ في تلك المرحلة، أي العماد عون، وكانت عباراته ضد «الجنرال» تفصح عن ذاتها بذاتها، كما تفصح عن الموقف الحقيقي لصاحبها.

وعندما إنقلبت الظروف، و»برمت» 180 درجة، لم تفلح الوساطات في دفع زعيم «المردة» الى الوقوف الى جانب عون في جلسة الإنتخاب الرئاسية.

ثالثاً (مضى النائب يقول:) – المعلومات المتوافرة لدينا تشير الى أنّ نواب الأحزاب المرتبطة بالنظام السوري والتي لكل منها تمثيل ضئيل في مجلس النواب التزمت بموقف الرئيس نبيه ولم تقترع للجنرال.

رابعاً – ناهيك بـ «السيناريو» المضحك – المبكي الذي شهدته الجلسة على مرأى من ممثلي العالم كلّه لدرجة أن الرئيس بري تدخل محذراً مما كان يجري «على عيون العالم».

وحده حزب اللّه، القوة الأكبر في فريق 8 آذار، وموجّه هذه القوة، لم يعارض عون في معركة الرئاسة، والعكس صحيح فقد دعم ترشحه منذ اللحظة الأولى الى لحظة إعلان النتائج وإن لم يبذل الجهود الكفيلة بتبديل مواقف حلفائه الذين عارضوا عون بشدة…

أما في فريق 14 آذار، فإن القوتين الأكثر أهمية (تيار المستقبل والقوات اللبنانية) دعمتا الرئيس باستثناء خروقات (معروفة سلفاً) لنائبين أو ثلاثة نواب من التيار، وكان موقف هؤلاء معروفاً ومعلناً سلفاً…

وختم النائب فهل هي مجرّد مصادفة… أو إن ما نشاهده اليوم، من صراع، يجب أن يُقرأ في كتاب المعركة الإنتخابية؟!.

خليل الخوري