Site icon IMLebanon

أيّ ثمن سندفعه؟  

 

اليمن مجدّداً؛ أطلق الصاروخ الباليستي الذي استهدف مطار الملك خالد في الرياض من اليمن، لكنّ الحرب تخاض ضدّ لبنان، أيّ ثمن سيدفعه لبنان الصغير إذ اختير ليكون ساحة المنازلة بين السعوديّة وإيران، لا يشبع العرب من إعادة صياغة التاريخ لنفسه، هذه المرّة حلّت إيران بجندها وإرهابها وأجندتها لنشر التشيّع الفارسي علّها تسيطر من بوابته على العالم العربي أولاً والإسلامي لاحقاً، حلّت إيران محل فكرة «العروبة» و»الأخويّة» العربيّة التي قادت الرئيس جمال عبدالناصر إلى اليمن، فأفضت خسائر الجيش المصري فيها إلى هزيمة الأيام الستّة عام 1967، وما بين النموذجين من المفيد إلقاء نظرة على تاريخ يجترّ نفسه، على الأقلّ بالنسبة إلى لبنان!

 

استدعى الموقف السعودي الصارم ضدّ لبنان والمنذر بمضاعفات خطيرة أن يستدعي اللبنانيون من ذاكرة التاريخ «غضباً» سعودياً سابقاً على لبنان اتهم فيه بالتحيّز لمصر وجمال عبدالناصر، فاستعادوا من صحيفة لبنانيّة ‏[جريدة الهدف اللبنانية في 28 شباط 1967] ذاكرة «الإنذار السعودي الموجه من الملك فيصل للبنان عبر وزير خارجيته آنذاك عمر السقّاف وتهديده لبنان بعقوبات مالية وطرد العمالة اللبنانية (خمسة عشر ألف عامل لبناني آنذاك) ومنع زيارة مكة والمدينة»، ما أشبه اليوم بالأمس، في ربيع عام 1967، عبّر الرئيس المصري جمال عبدالناصر، عن أسفه للحرب التي خاضتها القاهرة في اليمن بقوله لسفير الولايات المتحدة في القاهرة بأن الحرب في اليمن أصبحت «ڤيتنام مصر».

استغرقت السعوديّة وقتاً طويلاً للتنبّه لخطورة التغلغل الإيراني في اليمن، سبق وحذّرنا كثيراً من خطورة الوضع في اليمن وإلى الدور الإيراني فيه، على الأقل منذ العام 2009 كتبنا في هذا الهامش سلسلة مقالات في تشرين الثاني من العام 2009 حملت عنوان «يمن خوش هال» ـ وتعني اليمن السعيد بالفارسية ـ وأشرنا فيه إلى مناظرة تلفزيونية عُقدت عام 2008 على فضائية «المستقلة» التي تبثّ من لندن، أعلن فيها المرجع الشيعي «علي الكوراني العاملي – أستاذ الحوزة العلمية – قمّ» بأن الحوثيين سيكونون الطوق الذي تسعى إيران من خلاله إلى الامتداد والسيطرة على كل المنطقة العربية»، مشكلة العرب أنّهم يستيقظون بعد فوات الأوان!!

من المفارقات أننا حذّرنا قبل ثماني سنوات ومن هذا الهامش وتحت عنوان «الحجاز الهدف الإيراني بعد اليمن» من المأزق الذي دعت السعودية وزراء خارجية الدول العربيّة إلى اجتماع طارىء بسببه، «صحّ النوم يا جماعة»، من المفجع أن نكون في لبنان أكثر من رفع الصوت وصرخ وحذّر ونبّه وأنذر بخطورة الوضع، فيما الدول التي هي صاحبة الشأن في غيبوبة عن الخطر المحيق بها، ومن المؤسف أنّ كلام وزراء الخارجيّة السعودي والبحريني ما زال غارقاً في السياسة واصطفافاتها وصراعاتها فيما إيران تخوض مواجهتها على مستوى «عقيدة»، هذا ما قاله المرجع الكوراني في نصّ مداخلته عبر قناة «المستقلّة»: «يا سيدي، نحن أصحاب عقيدة واضحة وضوح الشمس، وبصراحة، كل من استضفتموهم يقولون سياسة، وليس عقيدة، العقيدة الجعفرية تقول، وبكل وضوح: «كل من لا يؤمن بولاية «علي» عليه السلام وأولاده، فهو لا يملك شيئًا، لا في الدنيا، ولا في الآخرة» وهذا رأي المتأخرين، والمتقدمين، والسيّد الخميني رضي الله عنه، قال: «نحن نسعى إلى وحدة سياسية، وليست دينية» لأنه لا يستطيع على جلالة قدره أن يخالف ما قاله أهل البيت.. ونحن نقول صراحة: نحن شيعة أهل البيت، لدينا قدوم عظيم، ليس له حدود، نحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق، بعدما زال صدام، أصبح لدينا العراق، وهناك مواقع عديدة، نسعى للوصول إليها، نحن أمة لا تعرف الكلل والملل.. وأنا أقول لك بصراحة: عندنا في الخليج آل ثاني، وفي اليمن الحوثيين، والزيديين إخواننا، وسوف يكونون الطوق الذي نسعى به إلى امتدادنا على كل المنطقة»!

أليْس من المؤسف أن يكون الناطقون الإيرانيون يعلنون مشروعها على الملأ فيما يهرب الغاضبون العرب إلى تهديد لبنان؟!