Site icon IMLebanon

جيل الشباب أهداف وطنيّة

 

 

علم الإحصاء يعتبر أنّ مقياس التقدّم والتطوّر يكمن في البُنية الشبابية، لأنّ هذا العمـر هو خزّان الطاقة البشرية التي من شأنها أن تُغذَي إندفاعة التطوّر والتقدّم في شرايين الأمة على كافة الصعد وتمدّها بالدينامية المطلوبة لدفعها قدماً إلى الأمام. إننا كناشطين سياسيين نعتبر وبعد تجربة طويلة أنّ الجمهورية اللبنانية دولة مميّزة بطاقاتها الشبابية، ونظراً لسوء الإدارة السياسية المُمارسة منذ سنوات لاحظنا أنّ هناك معضلات جمّة تواجه الأجيال الشابة في حاضرها ومستقبلها، ومن هذه المنطلقات لا نستطيع غـضّْ الأبصار حتى لا نرى هذا العمل الإجرامي بحق شبابنا، وإرتيأنا ألّا نغض النظـر عن الموضوع والأجدى بنا أن نضع الأصبع على الجرح، محاولين إيجاد الحلول الناجعة لأزمات شبابنا.

تعوّدنا من خلال الممارسة السياسية الشفّافة مقاربة الواقع بكثير من المصداقية والشفافية، حيث لا بُـد من الإعتراف بأنّ وضع الشباب في الجمهورية اللبنانية كطاقة بشرية تنموّية يحتاج إلى مزيد من الإهتمام والرعاية ومن حيث المبدأ هناك مهام تقاعستْ الأجهزة الرسمية والكنسيّة عن القيام بها في ظل وضع سياسي – اقتصادي – إجتماعي – مالي يجتاحه الركود والكساد وأوضاع غير مستقرّة.

قد يكون الوضع العام سبباً مبرراً لأزمات شبابنا وقد تسبّب بمشاكل معيشية أمنية سياسية، إلّا هذا لا ينفي أبداً مسؤولية رجال السياسة والأحزاب ورجال الدين مسيحيين ومُسلمين مسؤولياتهم عن سوء الأوضاع، حيث من أولى واجباتهم أن يُحصِّنوا المجتمع الشبابي من كل ما يتهدّدهُ من أخطـار وضد ما يعوق مسار تقدّم شبابنا وتقدمهم وتطورهم. إنه بالنسبة إلينا نحن الذين نطمح للتعاطي الشريف في السياسة تأمين مستقبل شبابنا حتى يؤتي ثماراً طيّبة.

في مسيرتنا السياسية المتواضعة وإنطلاقاً من إيماننا بأن هناك حاجة ماسّة للإهتمام بجيل الشباب عقدنا العـزم وبكل ما أوتينا من جهود على إعلاء شأن شبابنا جيل المستقبل لذا نحن نعلن بإسم كل غيور على مستقبل الأجيال الصاعدة «إننا سنقف وقفة صادقة أمام كل التحديات التي تواجه شبابنا لننتقل بعدها إلى تحديد الرؤية فيما يتعلق بمستقبلهم». إننا سنسعى من خلال إهتمامنا بالسياسة العامة في البلاد إلى إشراك الشباب اللبناني في الحياة السياسية اللبنانية ولعل هذا الأمر هو الأكثر إلحاحاً وتداولاً في إجتماعاتنا. إنّ الانتخابات تعني مشاركة الشعب في إختيار ممثليه وهي لا تكتمل إلّا بمشاركة أكبر شريحة من هذا الشعب المتمثلة بشبابه. كما إننا نرفض أي مشاركة مجتزأة لهم ونرفض رفضاً قاطعاً عـدم السماح لهم بإبداء آرائهم وإختيار ممثليهم لذلك نحن سنهتم بإشراكهم ترشُحاً وإقتراعاً بما يضمن حضورهم الفاعل في الندوة النيابية، كفانا نوّاباً أقزام فكر و«كمالة عدد».

نعم همُّنا الإنفتاح على الطاقات الشبابية وهذا الإنفتاح يُصنّف في مبادئ العلوم السياسية بأنه «خانة الديمقراطية» وهي مسألة صراع دائم بين الإرتهان القائم والتبعية والإنزواء والعمالة ومرحلة تُعيق مسيرة ونهضة شبابنا وبالتالي إنّ الديمقراطية تفسح المجال أمام الجيل الصاعـد في تطوير نفسه والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية.

إنّ جوهـر ممارستنا السياسية جيل الشباب الذي هو من أوّلى أولويّات أهدافنا الوطنيّة لأنّ الجيل الصاعـد بالنسبة لنا هو المدماك الحيوي من شأنه أن يُحصِّنْ المجتمع الشبابي من كل ما يتهددهُ من أخطــار ويُسهم في إنخراطهم في حياة الجمهورية في شتّى الميادين ويعزِّز مشاركتهم في صناعة الغـــد.