Site icon IMLebanon

السطو المسلّح في زحلة يتكرّر… وتحذيرات من الأمن الذاتي

 

في حادثة سطو مسلّح هي الثانية في زحلة خلال عشرة ايام، إقتحم مسلّحون مساء الإثنين صيدلية “المدينة” في حيّ السيدة التي تقع على أطراف المدينة، وسلبوا صاحبها شارل زلاقط أموالاً كانت في الخزنة، بعد ضربه بالسلاح على رأسه، وهاتفاً خلوياً، وسرقة سيارتي “شيروكي” و”سوزوكي” كانتا متوقّفتين أمام الصيدلية. تفاصيل عملية السرقة شبيهة لما وقع في 18 كانون الأول الجاري في مطعم “ماكدونالدز” للوجبات السريعة، حيث دخل اليه مسلّحون بينما كان مزدحماً بالفتيان والأطفال، وسرقوا غلّته تحت التهديد، قبل أن يفرّوا الى مكان مجهول.

 

فيما وثّقت كاميرات المراقبة محاولات سرقة أخرى، ظهر خلالها مسلّحون في أحياء يؤمّنون الحماية لزملائهم في أثناء محاولة فتح السيارات وكسر نوافذها.

 

“فرط البلد”، بهذه العبارة علّق أحد الذين تعرّضوا لهذه الحوادث، لتكرّ معها سبحة التحذيرات من اللجوء الى الأمن الذاتي، إذا لم تسجّل حركة أمنية إستثنائية تقف رادعاً أمام تكرار هذه العمليات.

 

فما سُجّل من عمليات سطو مسلّح وِفقاً للمعنيين، لا يمكن تبريره بسوء الأوضاع الإقتصادية، بل هي فعل عصابات تتستّر بالجوع، مُعرّضة مقتنيات الناس وحتّى حياتهم للخطر.

 

إنطلاقاً من هذا الواقع، كشف محافظ البقاع كمال أبو جودة لـ”نداء الوطن” عن إجتماع عقده في 23 كانون الأول الجاري، أيّ بعد أيام من سرقة “الماكدونالدز”، جمع رؤساء القادة الأمنيين في المنطقة الى رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب، وبحث في خطة أمنية خاصة بالمدينة، تحدّ من عمليات السرقة فيها، بحيث تكون الأجهزة الأمنية وعناصرها، بالتعاون مع الشرطة البلدية، المبادرين الى ردع هذه العمليات بدلاً من التصرّف تجاهها بردّة فعل، مع الأخذ في الإعتبار الإمكانيات المتوفرة لدى هذه الأجهزة، التي أكّد أبو جودة أنّها تعمل باللحم الحيّ، وبعديد ربّما لا يكفي ليكون هناك خفير على كلّ منزل ومفرق وحيّ، ولكنّه سيكون كافياً لإشاعة جوّ من الأمان في المدينة.

 

سبق الإعتداء المُتجدّد في زحلة، نتائج الخطة التي تحدّث عنها أبو جودة، ولكنّه أكّد بأنّ مفاعيلها لن تحبطها هذه العمليات، بل سيكون هناك تشدّد أكبر لتطبيقها في الايام المقبلة. من جهته، أشار زغيب الى أنّ الشرطة البلدية زوّدت بأرقام هواتف ساخنة لدى الأجهزة الأمنية، لطلب تدخّلها عند الإشتباه بعملية سرقة، خصوصاً أنّها جهاز غير مسلّح، مع درس خطّة تكثّف أعداد هذه الشرطة في الدوام المسائي.

 

 

 

شارل زلاقط صاحب الصيدلية الذي ضُرب على رأسه

 

 

تهديد بالأمن الذاتي

 

في هذا الوقت، كرّت سبحة مطالبات فاعليات المدينة ونوابها، من أجل التشدّد الأمني فيها، وحذّرت تصريحات لنواب المنطقة الحاليين والسابقين من أن يدفع تكرّر الحوادث الأمنية للجوء الى الأمن الذاتي. فأكّد النائب جورج عقيص بأنّنا “لن ننجرّ الى الفتنة ولا الى العزلة (…) ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي إذا استمرّ الاعتداء علينا”. فيما طالب النائب ميشال ضاهر “بزيادة عديد القوى الأمنية والتشدّد بالإجراءات كي لا تضطرّ الناس للجوء الى الأمن الذاتي، فنكون عندها أمام المشهد الأخير من مظاهر إنهيار الدولة”. وذكّر النائب سيزار المعلوف من جهته بأنّه “حذّر مراراً وتكراراً من النتائج الوخيمة نتيجة تراخي قبضة الدولة”، موجّهاً “إنذاراً أخيراً لما تبقّى من هذه المنظومة المهترئة، ولا لوم علينا من بعدها من اللجوء الى الأمن الذاتي”.

 

إلا أنّ رئيس البلدية أكّد بأنّ الأمن الذاتي يزيد الطين بلة ويوقع الشباب بمشاكل إضافية، داعياً الشباب الراغبين بالتطوّع الى تأمين الحماية الذاتية، للتواصل مع الشرطة البلدية، والتنسيق معها تحت مسؤوليتها، حماية للأمن الإجتماعي في المدينة.