هي الواقفة على شوار اهتزت الحكومة لكنها لم تقع وعلى إيقاع ليل شريط التعذيب الذي ألهب الشارع من ريف شماله إلى جنوبه التأمت حكومة مصغرة بعدلها وداخليتها وبشاهدين من الوزارتين حمود وبصبوص وفي مداخلته دعا رئيسها تمام سلام إلى التعامل مع هذا الملف بروية وحصره في إطاره القانوني بعيدا من الغرضية السياسية والتحريض لكن العدل سبق العذل ووزيره أشرف على سير الاحتجاجات ونظم نبض الشارع بمؤامرة بدأت ملامحها تتكشف من الصراع السياسي بين أبناء الجلدة الزرقاء معطوفة على توقيت تسريب ما جرى بين السجين والسجان ودلالاته والأغراض منه والذي ألقى ريفي بوزره على مؤسسة قادها سنوات طوالا وجهزها بالعتيد والرجال واقتطع من ميزانيتها لمصلحة أمراء الحرب في مدن الشمال ويحاول اليوم تعليق المشنقة لوزيرها. إلا أن المشنوق أدار اللعبة بحكمة رجل دولة ومن مكان شريط الفتنة المدان سحب الفتيل إذ لن يرد بالسياسة على أحد وسيرد يوما من الأيام بالسياسة وهو يعرف كيف يرد قائلا: إن الذي جرى لا يخدم إلا التطرف والتطرف يشمل الدولة بكل مؤسساتها بدءا بالجيش والآن جاء دور قوى الأمن وسأقوم بواجبي لحماية مؤسسات الدولة. وتساءل عن أحداث وقعت من قبل في سجن رومية ولم يجر تناولها بالسياسة وهنا أصدر المشنوق الحكم المبرم لجهة الغرض السياسي من إثارة ما أثير حول الشريط ولجهة من دعم ومول محاور التطرف. وهنا أيضا بتنا أمام حوار مرتقب بين المستقبل والمستقبل وعلى القضية يطالعنا الشيخ محمد ابراهيم رئيس لجنة أهالي الموقوفين في رومية إذ هو أسقط صفة الإرهاب عن ساعي السيارات المفخخة عمر الأطرش وغسل يدي أبو قتيبة الأسعد من دماء شهداء المؤسسة العسكرية التي أريقت ذبحا وباعترافه وما عمل وائل الصمد والأطرش والأسعد إلا من فيض مناصرة ما سماها ثورة الشام ومساعدة النازحين ففعل الشيخ ابراهيم بالكلمة فعل العصا. غدا سوف ينتهي صراع مشهد التعذيب وسيلم من السياسة كما لم من الشارع لكن سيكون اللواء قد ترك ندوبا على سيرة الوزير وتمكن من استخراج أصوات الشارع الفالتة من عصبيتها لتضرب المشنوق في عمق وزارته وتطالبه بالاستقالة لتحرق له كل الأنفاس المستقبلية وطموحاتها غير أن وزير الداخلية تحرر من هذه القيود عندما أدى مناسكه السياسية بمسؤولية رفيعة وخرج من سجن رومية بكفالته الوطنية التي سجلت أن وزيرا في زمن البغض الطائفي لم تأسره سنيته ولو أراد صعود الموج المذهبي لأوصله إلى سرايات مذهبة لكنه احتكم إلى القضاء غير مكترث بما ستكتبه له الأقدار.
