في لحظةٍ وطنيةٍ واقليميةٍ حرجة بامتياز، كانت العودة المفاجئة للرئيس سعد الحريري الى بيروت.
وفي طيّاتِ العودة، وفق مصادرَ سياسيّةٍ عليمة ، أبعَادٌ تنفيذية للهبة التي اقرّها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمليارِ دولار أميريكي للقوى الامنية والعسكرية ، كما تشكل عودةً لقيادة الاعتدال الى لبنان .
العودة التي جاءت بعد ثلاثِ سنوات من الغياب شكلت حدثا مفصلياً، ورفعت منسوب الامل بدفع ٍجديدٍ لمسار التحركات السياسية في البلاد ، كما اعادت الوهج الى مشروع قوى الرابع عشر من آذار ، المتمسّكِ بالدولةِ ومؤسّساتِها وبالإعتدال كنهج وخيار إستراتيجي.
وفي البلورةِ العملانية لعودة الرئيس الحريري، اجتماعاتٌ متلاحقة قبل الظهر وبعدَه في السراي الكبير، للبحث في السبل الايلة لدعم ِالقوى الامنية والعسكرية، انطلاقا من الهبة السعودية، هذا وعقد الرئيس الحريري سلسلة َلقاءات واجتماعات في بيت الوسط.
هذا كلـُّه فيما تركتِ العودة اصداءَها في الاوساط الشعبية والسياسية، عبر موجةٍ قوية من الارتياح والفرح، مع الامل بمرحلةٍ جديدة من شأنها اخراجُ البلاد من مأزِقِها السياسي، وانهاء الشغور في موقع الرئاسة، واعطاء دفع ٍجديد لمساعي التحصين الامني في مواجهة كلِّ محاولات العبث بالاستقرار الداخلي .
الرئيس سعد الحريري اكد خلال الاجتماع الذي ترأسَه الرئيس تمام سلام في السراي ، انه مؤتمنٌ على انفاق الهبة التي تسلّمَها من الملكِ عبد الله بن عبد العزيز في الوُجهة المخصّصةِ لها ، وتقديمِها كهبة عينية الى الجيش والقوى الامنية ، بمتابعة الرئيس سلام ومجلس الوزراء ، وفق الاصول القانونية .
خادمُ الحرمين الشريفين وفي اتصال مع الرئيس سلام اكد تضامنـَه مع لبنان في هذه المرحلة، معربا عن قلقه ازاء الاحداث الاخيرة في عرسال وجوارِها ، مؤكدا وقوفـَه الى جانب لبنان في معركته ضد الارهاب.
