Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 2021/12/27

دقائق تفصلنا عن تفجير قنبلة ما بين العيدين ، ومهما جرى تخصيبها ورفع دوز مضمونها إلى مستوى تسمية الأمور بأسمائها فإنها لن تبلغ مستوى نيترات الأمونيوم ولا العصف الذي فجر نصف العاصمة .

واستنادا إلى التحليلات والتوصيفات والتنبؤات و”السوسبينس” الذي انطلق بعيد إعلان كلمة لرئيس الجمهورية ، فإن اللبنانيين “شبعوا حكي من كلن يعني كلن” وينتظرون من الإطلالة المتلفزة أفعالا تحاكي مستوى الوجع والفقر والانهيار وانعدام الحيلة والإذلال بكل أشكاله ، الذي لم يشهدوا له مثيلا حتى في أصعب المراحل التي مرت على هذا البلد.

 وقبل ليلة الندب على “ما خلونا”.. والوعد بجهنم وبئس المصير ، فإن جردة بالتدقيق السياسي في العمر الرئاسي كانت حافلة بالتناقضات بحسب ما كتب الصحافي حسين أيوب في بوست “مئة وثمانون” الإلكتروني ، ومن هذه التناقضات صفقة مع تيار المستقبل أعقبتها تنازلات من سعد الحريري لا تحصى ولا تعد ، انفراط عقد تفاهم معراب مع القوات واللعب على حبال تفاهم مار مخايل مع حزب الله ، زد عليها الانخراط في الفساد وتعليق التيار حظوظه على خطوط الصفقات في الكهرباء وبواخرها ، بدل تطبيق وعود الإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد من دون أن ننسى المراسيم الاستثنائية واحتجاز التشكيلات القضائية وغيرها.

كل ما لا يلامس قهر الناس وطرح الحلول لانتشالهم من أزمتهم الاقتصادية والمعيشية لا يعول عليه ، ولن يتعدى مرتبة الخطاب الشعبوي والهروب إلى الأمام وتحصين الرئاسة على أنقاض البلاد.. “ويا خبر هلق بفلوس بكرا ببلاش”.

وعود على بدء معركة لم يحن أوانها بعد الكل مجمع على خوضها ويعمل لعرقلتها وتطييرها وعدم تجرع كأسها وفق حسابات الربح والخسارة ، لكن تشكيلاتها الحربية وطلائعها بدأت بالظهور وماكيناتها أدارت محركاتها في غير منطقة ، واليوم خطت خطوتها الأولى بتوقيع وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبةوإحالته إلى رئاسة مجلس الوزراء ، لكن المجلس عاطل من العمل ورئيس الجمهورية امتنع عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات الفرعية فهل ينالون توقيعه اليوم؟.

كل شيء مؤجل ومصيره مكتوب بحبر الصفقات السري ، ولبنان الذي قل نظيره بين الدول له شبيه في العراق من حيث التوزيع السياسي والطائفي والانقسام بين المحاور وحتى الانغماس في الفساد والأزمات ، وهذا البلد خاض استحقاقه الانتخابي ولم تفلح القوى الشيعية المدعومة من إيران في الطعن بالنتائج ، إذ صادقت المحكمة الاتحادية العليا اليوم على نتائج انتخابات مجلس النواب ، وتبقى أمام العراق مهمة تأليف الحكومة وعسى ألا تنتقل إليه العدوى اللبنانية، وألا يتأثر بالرياح الاتية من صوب فيينا..

حيث عادت الأطراف المفاوضة إلى الطاولة وفي الجولة الثامنة مؤشرات جادة إلى أن الفجوة تضيق بين المتفاوضين ، وكشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن وثيقة مشتركة ومقبولة حول ملفي رفع العقوبات والتعهدات النووية، وأضاف إن التفاوض سيبدأ حول الوثيقة الجديدة وكشف عبد اللهيان عن تقدم على طريق المفاوضات الإيرانية السعودية ، وعن جولة خامسة مباشرة يجري العمل لتحديد موعدها على الأرض العراقية .

وعلى الهامش الدبلوماسي فإن معارك الكر والفر الدائرة عند الحدود اليمنية السعودية هي لزوم التفاوض ، معطوفة على المؤتمرات الصحافية لإعلان نصر من جانب الحوثيين أو من جانب التحالف الذي زج بحزب الله في المعركة ، لكن الحزب وبالمختصر وصف الأدلة بالأمور التافهة والسخيفة ولا تستحق التعليق والرد عليها لتبقى المسافة الفاصلة ما بين فيينا وبغداد.. مربط الخيل.