أقامت الدولة مسقطا لرأسها في شمسطار اليوم.. وتحت ترابها تدارى السيد حسين الحسيني رئيسا يحرس لبنانه من السماء جنرال الدستور استلقى بين عتبات قريته البقاعية، تحتضنه سواعد الأهل والمحبين..
وتسارعت إلى وداعه ثلة من الحراس في العسكر والأمن وجموع الناس واحدة وعشرون طلقة ذرفت من المدفع القديم.. فأدلت بمواقف وتصريحات.. مذكرة المشيعين بأنهم يلقون نظرة على شخصية سيصنفها التاريخ أنها من بين آخر الرجال الوطنيين وعلى الرحيل، وقعت الجموع بأن الوطن الذي سيجه حسين الحسيني بمواد وشرائع ومواثيق، ستكتب له الحياة يوما..
بعد إزالة طبقة تحجب النور هي شمس حضرت إلى شمسطار.. ودعت رئيسا وقرأت في دستوره، واستعادت خصاله ودربه التي لم تلوثها حرب ولم تطلها أرقام سياسية.. وعاشت الحياة بين المواد والقوانين ووسط فئة من الضالين دفن السيد حسين..
ولكن الأحياء من السياسيين دفنوا دستوره قبل الموت.. وهم يقيمون لهذا الدستور كل يوم مراسم عزاء.. ويقتلونه عند طلعة كل صباح.. ويرشقونه بعبارات ترميه تحت التراب وملتحفو الدستور اليوم والساعون لتطبيقه،
هم أنفسهم من اغتالوا سمعته وصيته.. كوصف النائب جبران باسيل الطائف يوما بأنه “نتن”، وتصديق الرئيس السابق ميشال عون على كلام جبرانه القاتل للدستور هذه المجموعات تحكم باسم القانون اليوم.. وعملا بأحكامها فإنها تقف معرقلة معطلة، حاجبة قضايا الناس وتتربص بضوء جلسة وزارية قد تبصر النور…
وبلا هوادة يندفع الرئيس نجيب ميقاتي إلى عقد الجلسة يوم الاثنين المقبل، مرفوعا على كتفي الثنائي من وزراء أمل وحزب الله ويدرك رئيس حكومة تصريف الأعمال أن الأعمال بالنيات.. وأن التيار سيصعق الجلسة،
ولكنه سيضع كل فريق أمام مسؤوليته ويخلي ذمته.. وسيقر السلفة ويرميها في البحر فالوزير “المغيب” وليد فياض يحارب بتوقيعه.. حيث إن عدم حضوره الجلسة الكهربائية سيجعل منها جلسة على خط بارد وغير معلق على الشبكة.. وكأنها لم تكن ويتمسك التيار بتبريره أن الجلسات الوزارية غير دستورية، ويتطلب المرسوم توقيع الوزراء كافة لسريانه ولو قدر للرئيس الراحل حسين الحسيني أن ينطق من دنياه الثانية.. لتوجه إلى المجموعات “النتنة” العابثة بالدستور.. ووضع لها قانون تسيير المرافق العامة.. وكرر للمرة المليون أن لا فراغ في السلطة.. وأنكم بأفعالكم ترتكبون الجريمة.. بإسم قانون جهنم.