بعد انتفاضة 6 شباط الثانية للرئيس نبيه بري عادت التشيكلة الحكومية الى المربع الخامس واختلطت الأسماء بالحقائب.
بالأمس اهتزت التشكيلة ولم تقع وبعد تعثر استؤنفت خطوط التواصل على محاور قريطم- عين التينة- بعبدا. وجرت محاولات لتفكيك لغم الوزير الشيعي الخامس عبر طرح البدائل بصيغة لا غالب ولا مغلوب فتراجعت اسهم مبيض ليتقدم اسم ناصر السعيدي غير أن وزير الاقتصاد والصناعة السابق لم يعط موافقته على دخول الحكومة.
وبمجرد فتح باب النقاش على اسماء بديلة توجه الرئيس المكلف نواف سلام إلى قصر بعبدا بالتزامن مع اجتماع رئيس مجلس النواب نبيه بري بخلية الأزمة من معاونين ومستشارين زوار بري نقلوا عنه أنه لن يزور قصر بعبدا مجددا قبل أن يوافق على الإسم الشيعي المقترح ويجب أن يزورني ويصعد إلى بعبدا بمعيتي وأضاف بري: “إذا الثنائي قاطعينلو قلبو لرئيس الحكومة يتفضل يعمل حكومة بلاهن وما في اعتراض من جهتي.
وبخلوة الساعة بين سلام عون خرج الرئيس المكلف من الاجتماع تاركا الابواب مفتوحة على اقتراحات وصفت بالشبابية والمقبولة . وفي الساعات الأخيرة تداخل الملف الأمني بالملف الحكومي مع ما شهدته الحدود البقاعية الشمالية من اشتباكات بين العشائر وفصائل من هيئة تحرير الشام مضافا إليها تواصل الاعتداءات الإسرائيلية عند سلسلة جبال لبنان الشرقية و الحدود الجنوبية وآخرها غارة بمسيرة على منطقة تبنا في البيسارية قضاء الزهراني.
وتزامنت مع إغارة نفذتها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتيغوس وفيها وضعت خريطة طريق لليوم التالي اللبناني وبعد لقاء الساعة ونصف الساعة مع رئيس الجمهورية انتهى اللقاء ب “شكرا إسرائيل” من قلب القصر والموفدة الأميركية من أمس العصر دخلت البلاد من باب التهديد الواسع.
تجاوزت مورغان أورتيغوس سلفها آموس هوكشتاين بأشواط في الحسب والنسب الإسرائيلي وعند أول دخولها أطلقت مواقف من العيار الثقيل فقفزت على البروتوكول والأعراف وخلعت الكفوف الدبلوماسية وهنأت إسرائيل على القضاء على حزب الله واكدت على مسألة عدم مشاركة الحزب بالحكومة بأي شكل كما أكدت التزام الإدارة الأميركية بتاريخ 18 شباط لخروج القوات الاسرائيلية من لبنان.
تصريح أورتيغوس استدعى ردود فعل سياسية شاجبة اقترنت بتحرك شعبي احتجاجي عند الطريق المؤدي إلى مطار بيروت ودفع بمكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إلى إصدار بيان مقتضب قال فيه إن بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية به.
أما خلال اللقاء فأكد رئيس الجمهورية أن المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها على ان تتوافر فيها ما يمكنها من ان تكون حكومة منسجمة وقادرة على تحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من آمال وتطلعات وردت في خطاب القسم وبشأن الوضع في الجنوب.
شدد رئيس الجمهورية على أن الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة وتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده بما في ذلك مقتضيات اتفاق وقف النار.
وعلى خط التأليف عينه قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إن رئيس الحكومة ليس بوسطجيا ولا ينبغي أن يتعثر التشكيل بسبب خلاف على اسم في حين حسم النائب جبران باسيل موقف التيار الوطني الحر بشأن عملية التشكيل لكنه رمى سهامه على القوات اللبنانية والثنائي الشيعي، ونسب الى القوات القبول بالهزيمة والاذلال وتحويل ذلك الى انتصار.
وقال باسيل: “رفضنا أن يمارس هذا الامر علينا، ولكن المشكلة أنه وبموافقة “القوات اللبنانية” تم تكريس مصيبة جديدة على المسيحيين .وفي المحصول الحكومي التأليف ما يزال متعثرا ابواب التفاوض مفتوحة.

