هي أيام يمشي فيها اللبنانيون بين حقول ألغام وبائية التفجير تحت القدم والايادي على الزناد.
تعبت رئة الارض من جائحة ولدت جوائح متحورة، لكن الصدور اللبنانية بين العالم هي اليوم أكثر إرهاقا وتعبا وقطعا للانفاس، لان المواجهة تُخاض على كل الجبهات صحيا واقتصاديا.
وعلى ارتفاع أكثر من خمسة آلاف حالة يوميا، تبدو الايام الفاصلة عن وصول اللقاح تعادل سنوات، فيما أصبحنا أمام مستشفيات مريضة عنايتها الفائقة دخلت في غيبوبة والناس باتت تعالج على أرصفة المشافي. فمشهد طوارئ الروم اليوم أنذر ببدء تطبيق النموذج الايطالي، حيث المرضى يتلقون أجهزة التنفس في الشارع وداخل سيارتهم.
وإذا كانت الروم قد فاقت قدرتها الاستيعابية، فإن هناك مستشفيات تحدث عنها وزير الصحة حمد حسن بلغة الاقتصاص ووقف التعاقدات لقدرتها على التعامل بحس غير إنساني أو وطني. وقال حمد للجديد إننا قد نلجأ الى ما سماه الاقفال الحديدي لمدة أسبوع إذا ما استمر معدل الاصابات في الارتفاع.
ومع اللبنانيين لن ينفع الاقفال الحديدي ولا ” الباليستي ” حيث الفلتان على غاربه وليس طلبا للعمل إنما ” للكزدرة ” على الكورنيش وفي الساحات العامة والاعراس التي ما زالت في ديارنا عامرة، وللبنانيين حقوق طبية في التجارة بفحوص الكورونا إذ اصحبت ال ” بي سي آر ” تجارة مربحة وسط تذاك وشطارة ونتائج مغلوطة.
وبإجراء ” بي سي آر ” سياسي فإن النتائج سلبية في المقاييس غير الطبية، وقد يسجل خرق في مبادرة سيطلقها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي غدا الاحد.
ولم يعرف ما إذا كانت هذه المبادرة ستحمل عوارض متحورة في الامراض السياسية أو أنها سوف تسهل فعلا عملية التأليف، التي انخفض معدل الاوكسيجين في رئتيها.
وعلى جوانب الازمة رشقات بالدستور الثقيل بين أمين عام كتلة الرئيس نبيه بري النائب أنور الخليل ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي.
ولم تنته الرشقات الدستورية بين الطرفين، واستمرت من بعبدا الى حاصبيا، فيما تدخلت جزين على جبهات مماثلة باعلان النائب زياد أسود أن رئيس الجمهورية لن يستقيل معتبرا أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري يمسك بزمام القرار في الكازينو وفي مصرف لبنان، وهو أحد الذين منعوا محاسبة حاكم المركزي أو إقالته والحاكم بدوره ثبت سعر بقائه في السوق النقدي السياسي معلنا ان لا نية لديه للاستقالة، اما كلامه عن فك الارتباط بين الدولار والليرة فقد فسر على غير منحاه لاسيما وأن فك المسارين أمر يرتبط بشروط صندوق النقد الدولي ولن تحدث مثل هكذا خطوة قبل تشكيل حكومة جديدة تفاوض الصندوق على تطبيق شروطه.
وهذه الشروط كانت قد وقعت عليها حكومة حسان دياب العام الفائت اثناء طلب المساعدة من صندوق النقد وذكر في حينه الحديث عن تعويم العملة الوطنية وتحرير سعر الصرف وعن سعر للسوق سيوازي ال 3500 ليرة.
وفي تعويم أبعد مدى، فإن أميركا تمضي قدما في تحرير نفسها من رئيس ورطها بمافيا السوق اسمه دونالد ترامب، لكن إجراءات العزل دونها عقبات دستورية وشعبية على حد سواء، وحتى الان فإن منصة تويتر كانت الاكثر جرأة في عزل الرئيس نهائيا.