IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/08/21

على آخر روح، ابتدعت السلطة حلا مورفينيا لأزمة المحروقات: فتح حساب مؤقت لتغطية دعم عاجل واستثنائي للبنزين والمازوت على سعر ثمانية آلاف ليرة، بدل نقل يرتفع إلى أربعة وعشرين ألفا، ومساعدات اجتماعية طارئة لموظفي الإدارة العامة والأسلاك الأمنية.

هي تسوية أنتجها الاجتماع الرئاسي الحكومي في قصر بعبدا، بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث جرى التوافق بإجماع الحاضرين، على فتح حساب موقت لدعم حده الأقصى مئتان وخمسة وعشرون مليون دولار لغاية نهاية شهر أيلول، على أن تصدر وزارة الطاقة جدول تركيب الأسعار.

والموقت يصبح بحد ذاته دائما، ويتحول الى مشكلات متنقلة ولن يستطيع أن يحل مقام العلاجات الجذرية التي يمكن أن تتخذها الحكومة. وبتعبير السلطة ذاتها فإننا لجأنا الى التسوية. لكن المتصرفية اللبنانية لن تلجأ الى الحلول المستدامة القادرة على فتح أبواب التفاوض مع الداخل والخارج والبدء بالانسحاب من نفق جهنم.

واليوم كانت جهنم حاضرة بحشدها وعديدها وبمرافقة أمنية على كل محطة بنزين قررت أن تفتح أبوابها. إشكالات بعدد الطوابير الماثلة أمام المحطات، ذل واحتقار، والناس تحولت إلى رهائن، بعضهم أمضى ليله حتى الصباح، وبعضهم الأخر لم يجد مكانا لكي ينتظر. هي محروقات فعلية، أودت بالمواطنيين وأحرقت ما تبقى لديهم من صبر وصمود وقدرة على التكيف مع واقع صار مستحيلا.

وعلى عتمة قاحلة، يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مواطنيه الليلة موجها كلمة الى اللبنانيين، لكن، قد لا يحظى فخامته بنسبة متابعة على الشاشات بسبب عدم توافر الكهرباء في كثير من المناطق، ومن سيتسنى له المشاهدة بعد قليل، سيتحضر لنفق آخر، لأن رئيس البلاد قرر اجتزاء الحلول وترقيعها ورثاء الآخرين واتهامهم من دون أن يتحمل وفريقه أيا من المسؤوليات.

وأسهل الخطابات التي يمكن أن يختصرها الرئيس هذا المساء، تتكون من جملتين هما: دعوة رئيس الحكومة المكلف الى قصر بعبدا لإعلان التشكيلة الآن وليس غدا، وليسامحنا بالثلت المعطل وتوابعه. فربما تكون مردودة بالأفراح وبعد زوال الأزمة. أما أن يظهر ميشال عون الليلة ليشكو ويتظلم ويذرف الدمع على عهد راح هباء، فذلك ما لا يريد اللبنانيون سماعه، فماذا سيقول عن تأليف متعثر؟، وكيف سيبرر سقوط ثلاثة رؤساء مكلفين لتاريخه.

أسبوع التفاؤلات المصطنعة انتهى. والحشو الإيجابي المفخخ راح زمنه. فقد انخفض مستوى التمثيل السياسي بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي إلى التعامل على درجة المستشارين. حتى إن الدراج لم يعد موجودا على خطوط بعبدا والبلاتينوم، فالعالم يسابق بعضه بعضا على لبنان، ومسؤولوه يتسابقون الى حروب الإلغاء السياسية.

وبحسب شيخ عقل الطائفة الدرزية بفرعها السياسي وليد جنبلاط، فإن الامور تحتاج الى واقعية، والواقعية تحتاج الى حكومة فيها الحد الادنى من المصداقية، ومصير الشعوب تقرره أنابيب. أما النفط بشقه “الالهي” فقد سن له النائب حسن فضل الله اليوم رؤوسا دقيقة، كاشفا أن سفينة المازوت أصحبت في عرض البحر، وقبل أن تصل إلى مستقرها، أصابت وبدقة رهانات الإدارة الأميركية وجماعاتها في لبنان والمنطقة بالخيبة والفشل مجددا.

وفي الملاحة البحرية للسفينة، كشف القيادي السابق في “أمل” محمد عبيد أن الباخرة الإيرانية ستصل الى شواطئ لبنان لا إلى شواطئ سوريا، ولن تجرؤ إسرائيل على اعتراضها.