Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 5/9/2016

وتعطّلت لغةُ الحوار وجرى تفجيرُ الطاولةِ المُعمّرةِ منذُ أحدَ عَشَرَ عاماً فبعبّوةٍ محشوةٍ بالميثاقيةِ الناسفةِ أنهى جبران باسيل جلَساتِ الحوار وعلّقَها على زمنٍ لن يأتي ومَن رسمَ النهايات كان واضحاً أن باسيل دَخل ليخرج وأنّ مُهمتَه في الجلسةِ كانت ضغطَ الزرِّ عن قربٍ لتحويلِ الحوارِ إلى أشلاء لكنْ بعد أن يكتبَ في بداياتِها مظلوميةَ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ الذي عومل وَفقَ الإساءاتِ السياسيةِ خمسةَ عَشَرَ عاماً وجرى إبعادُه ونفيُه وظُلم وحُجِبت عنه الرئاسة واليومَ يجري تجاوزُه ميثاقياً وبعبارة “كَفى ظلماً” أنهى باسيل مَحضَرَ الجلسةِ لأننا لم نعدْ نحتمل لكنَ سليمان فرنجية العائدَ مِن رحلةِ صيد طويلة لم يجدِ الطريدةَ في ريفِ كندا بل اصطادَها بطلْقةٍ واحدةٍ خلال جلسةِ اليوم وخاطب باسيل بمديرِ التيار آخذاً عليه تصنيفَ المسيحيين وتَنسيبَهم وتَعدادَهم وتجريدَهم من انتماءاتِهم والتحدّثَ عن الطوائفِ الأخرى بأسلوبٍ طائفيٍّ يقلّلُ من شأنِهم وقال فرنجية مخاطباً باسيل: أنت لم تدخُلْ معركةً إلا وخسِرتَها مَن أنت ومَن تمثّل وأنت الراسبُ في الانتخاباتِ النيابيةِ أكثرَ مِن دورة والمعيّنُ رئيساً للتيارِ مِن دونِ انتخابات ووفق المحضر فإن فرنجية توقف عن الازدراء الطائفي لباسيل لاسيما عندما سمى النائبين عقاب صقر وغازي اليوسف وتنّدر ما إذا كانا يمثلان الطائفة الشيعية فاعتُبرت هذ التَّسميةُ إسقاطاً على حالة فرنجية وتشبيهاً له ما رفضه زعيم المردة على اعتبارَ أنّ كل مكوّن مسيحي هو قيمة بحد ذاتها ولا تصنف  حسبما يميل الهوى السياسي. إنتهى حوار العمر الذي كان عديم الفائدة منذ التكوين لم يقدم يوماً أو يؤخر لا بل اشترى الوقت وألغى المؤسسات ناب عن طاولات مجلس الوزاء والنواب والدستوري والشورى ومجالس الخدمة والوزارات لم يكن هناك من دواع لنشوب خلاف ميثاقي حوله لان الحوار بشخصه وطاولته ومتحاوريه هو عمل غير ميثاقي يطعن في ما تبقى من الغرف الرسمية. لا حوار ولا سلال والسلة الوحيدة التي ستطال عنب الشام وبلح اليمن هي في ما تحمله جعبة الروس والاميركيين  وبإيماءة سعودية. وإلى حين نضوج الطبخة الدولية  فإن الطباخين في ملف النفايات اللبنانية أعدوا اليوم وجبة سريعة مع سم وزئبق إتفاق ثلاثي بين كنعان وشهيب وبوصعب سيخضع في بيت الكتائب لفحص عيني لتكون الكلمة الفصل للنائب سامي الجميل.