لامركزيةٌ شعبيةٌ اتّخذَت مكانَها في المناطقِ وبدأتْ بشتورا والنبطية وبعقلين.. ليَجريَ تَعميمُ الحَراكِ على سائرِ المحافظاتِ.. على أن تلتقطَ بيروتُ في التاسعِ مِن أيلولَ زِمامَ الحوارِ في تظاهرةٍ نحوَ أقربِ بابٍ للطاولةِ المُزمعِ التئامُها يومَ الأربِعاءِ المقبل ومِن تحتِ الطاولةِ السياسية تسعى السلطةُ لاستقدامِ كلِّ ما يَضرِبُ الشارع سواءٌ بتعطيلِ حركتِه بإعادةِ أزْمةِ النُفاياتِ إلى مَطمرِها السياسيِّ الأولِ.. أو عَبرَ تدويلِ الشارعِ وأقلمتِه واتهامِه تَكراراً برابطٍ عالميٍّ يكادُ يُشبهُ الإمبراياليةَ معَ رَشْقِ برجوازيةٍ مُتعفنة . وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق الذي اختلقَ نظريةَ المؤامرة يكادُ يقتنعُ بها على نقيضِ زعيمِه السياسيِّ سعد الحريري.. وهو أعادَ تحرّكَ الشارعِ في الساعاتِ الماضيةِ إلى معركةٍ إقليميةٍ دَوليةٍ كبيرة تدورُ في لبنانَ حولَ رئاسةِ الجُمهورية . لا فُضَّ فُوه.. فمعاليه خبيرٌ بالمعاركِ الإقليميةِ الدَّولية، الكبيرةِ منها وتلك الصغيرةِ العازلة عن لبنان . . لكنْ لعلَّها لا تودي بهِ إلى النفيِ السياسيِّ مرةً جديدةً وتضعُه على الرفوفِ الفرنسيةِ في صفْقةٍ إقليميةٍ حريرية.. لأنّ التاريخ إذا أعاد نفسَه هذه المرةَ فإنّه يتكرّرُ على شكلِ مَهزلة لاسيما أنّ خصومَ المشنوق هم من قلبِ بيتِه.. وعليه تقعُ العيونُ الزُّرق.. ما يستوجبُ الحذَرَ وعدَمَ توريطِ سعد الحريري معَ دولٍ صغيرةٍ وكبيرة.. لئلا يصبحَ وزيرُ الداخليةِ في ريفٍ آخر . هذا في مصالحِ السياسيين التي لم تعد ذاتَ أهميةٍ للمواطنين.. أما في مصلحةِ الشارع -وهنا الأهمّ- فإنّ الحَراكَ هو شبابٌ لبنانيٌّ فقط لا غير.. سِجِلاتُه لدى الداخليةِ ولا أحكامَ عليها.. أهدافُه ولِدت من رَحِمِ القَهرِ السياسيِّ والاجتماعيّ.. ومِن رائحتِكم كسياسيين الذين باتوا مُجبرينَ على الاستماعِ إلى صوتِ الناس قبلَ فواتِ الأوان . من لديه أجندة فهي تربّت في عزه.. ومن لَدُنْ حُكمٍ اعتاد التخوينَ طريقاً لادّعاءِ الوطنيةِ والاستمرار في السلطة.. أما المواطنون الذين نَزَلوا إلى الشارع فهم ليسوا على أيٍّ مِن تلك اللوائح.. وقد حرّكهم عدمُ تحرُّكِكم.. وتحويلُكم الوطنَ إلى مستوعبِ نُفاياتٍ كبير أكلتُم أخضرَه ويابسَه.. والزبالةُ على أشكالِها السياسيةِ تقعُ ولأنّ الشارعَ لا زعيمَ له.. فقد أعلنها الدكتور سمير جعجع ثورةً على الفساد.. وسمّاها ثورة جُمهورية كاملة.. وقال إنه سيكونُ فيها رأسَ حربةٍ في وجهِ حكوماتٍ كهذه.. إعتلى جعجع أعلى أزْمةِ النُفايات ليُطلقَ ثورتَه بمَعزِلٍ عن الثامنِ والرابعَ عشَرَ مِن آذار كما قال.. لكنّه لم يُعلن أنه لم يعدْ مرشحاً لرئاسةِ الجُمهورية عن قوى الرابعَ عَشَرَ مِن آذار لن يذهبَ إلى الحوار لكنّه يوفدُ نوابَه إلى ساحةِ النجمة للمرةِ الثلاثين.. ويعودون بنتيجة راسب ومن دونِ مرتبةِ شرف سيقود ثورةً على حُكمٍ هو شريكٌ نيابيٌّ فيه.. يُعلنُ أن الحوارَ مضيعةٌ للوقت وهو وفريقُه السياسي من قوى الرابع عشَرَ مِن آذار يهدرون وقتَ جلَساتِ انتخابِ الرئيس بإصرارِهم على ترشيحِ سمير جعجع من دونِ أملٍ بالفوز وهكذا.. إلى أبدِ الآبدين آمين.. والعبارةُ لقائدِ القواتِ الثائرةِ حديثاً.
